اسم الکتاب : القرآن والأيدي الآثمة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 24
ُ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ
عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا } [الإسراء: 20].. فكما
أن ظاهر جلد المصحف وورقه محروس عن ظاهر بشرة اللامس إلا إذا كان متطهراً، فباطن
معناه أيضاً بحكم عزه وجلاله محجوب عن باطن القلب إلا إذا كان متطهراً عن كل رجس
ومستنيراً بنور التعظيم والتوقير.. وكما لا يصلح لمس جلد المصحف كل يد، فلا يصلح
لتلاوة حروفه كل لسان ولا لنيل معانيه كل قلب[1].
لقد سألت شيخي عن معنى الطهارة التي
تبيح مس المصحف، فقال: (طهارة أهل المحبة الفكرة والنظرة، وطهارة أهل الخدمة
بالمجاهدة والمكابدة بين عبادة ظاهرة كصلاة وصيام وذكر وتلاوة وتعليم.. وبين عبادة
خفية كخوف ورجاء وزهد وصبر وورع ورضا وتسليم ورحمة وشفقة وغير ذلك مما لا يظهر
للعيان.. وأما طهارة أهل الباطن، فهو الغيبة عن الأكوان بشهود المكون، أو الغيبة
عن الخلق بشهود الملك الحق..)[2]
قال الشيخ ذلك، ثم التفت لتلميذ
آخر، وقال: وأنت.. أظن أنك لديك سؤالا.. وأنت تستحي من ذكره.
قال التلميذ: أجل..
قال الشيخ: اذكر سؤالك يا بني..
فأنت تعلم أن الحيي محروم من