اسم الکتاب : القرآن والأيدي الآثمة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 23
قال الشيخ: مثله مثل من يكرر كتاب
الملك في كل يوم مرات وقد كتب إليه في عمارة مملكته وهو مشغول بتخريبها ومقتصر على
دراسة كتابه.
وقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك في
قوله عز وجل: { فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا
قَلِيلًا فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ } [آل عمران: 187]
وأشار إلى حال المؤمنين عند قراءته،
فقال: { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ
وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا
وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } [الأنفال: 2]
قال لي بعض زملائي أثناء التحصيل:
قرأت القرآن على شيخ لي، ثم رجعت لأقرأ ثانيا فانتهرني، وقال: جعلت القرآن علي
عملا، اذهب فاقرأ على الله عز وجل، فانظر بماذا يأمرك وبماذا ينهاك[1].
قال التلميذ: اسمح لنا سيدنا أن
نذكر لك ما يثيره فينا تلاميذ شيخ العبارة من الإشكالات.
قال الشيخ: اذكر ما بدا لك.. فمتى
حجرت عليكم أن تسألوني؟
قال التلميذ: لقد ذكروا لنا أن الله
أكرم وأعدل من أن يخص أحدا دون أحد بفهم كتابه.. فالكتاب للناس جميعا.. وذلك لا
تقوم به إلا العبارة.
قال الشيخ: صدقوا في هذا، فالله
أكرم من أن يحرم خلقه.. ولكنه غني كريم، فلا يعطي عطاءه لمن رغب عنه، ألم تسمع
قوله تعالى: { كُلًّا نُمِدّ