اسم الکتاب : القرآن والأيدي الآثمة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 22
من التلاوة حركة اللسان مع صريح
اللعن على نفسه في قوله تعالى: { أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى
الظَّالِمِينَ } [هود: 18]، وهكذا في كل
موضع فيه لعنة.. ولهذا ورد في الحديث: (رب تال للقرآن والقرآن يلعنه)[1]
وإذا لم يكن يقرأ بهذه الصفة كان
داخلا في معنى قوله عز وجل: { وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا
يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ } [البقرة: 78] يعني
التلاوة المجردة.
وقد أشار القرآن الكريم إلى هذا في
قوله عز وجل: { وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ
يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ } [يوسف: 105]، لأن
القرآن هو المبين لتلك الآيات في السموات والأرض.. ومهما تجاوزها ولم يتأثر بها
كان معرضا عنها.
كان بعض مشايخنا يمر علنا، ونحن
نقرأ القرآن في الزاوية، ويقول لنا: (إياكم وأن يكون حظكم من القرآن إقامة حروفه..
فإن من لم يكن متصفا بأخلاق القرآن، إذا قرأ القرآن ناداه الله تعالى: مالك
ولكلامي وأنت معرض عني، دع عنك كلامي، إن لم تتب إلي)
قال ذلك، ثم التفت لتلميذه الذي
سأله، وقال: هل تعلم ما هو مثال العاصي إذا قرأ القرآن وكرره؟