اسم الکتاب : القرآن والأيدي الآثمة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 20
كما أن الغيث ربيع الأرض)
قال تلميذ آخر: إنهم يا شيخنا
يقولون لنا: إنكم لن تستفيدوا من تلك الإشارات إلا بعدا عن حقائق القرآن.. فالقرآن
عبارة لا إشارة.. وقد يخطئ الإنسان في الإشارة.. لكنه لن يخطئ أبدا في العبارة،
لأنها محروسة باللغة والإعراب والبلاغة وكلام أساطين المفسرين.
قال الشيخ: ليس الشأن يا بني أن
نعرب القرآن أو نستخرج درر بلاغته.. الشأن أن نتأثر بالقرآن.. فالقرآن يحدث في قلب
الإنسان آثارا مختلفة بحسب اختلاف الآيات، فيكون له بحسب كل فهم حال ووجد يتصف به
قلبه من الحزن والخوف والرجاء وغيره.
وهكذا فإن قلب المؤمن إذا تمت
معرفته تغلب عليه الخشية في عامة أحواله، لأن ذلك من مقاصد القرآن الكريم لتربية
النفوس وتطهيرها.. ولهذا لا نرى ذكر المغفرة والرحمة إلا مقرونا بشروط يقصر العارف
عن نيلها كقوله عز وجل: { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ } [طه: 82]، ثم أتبع ذلك
بأربعة شروط: { لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى } [طه: 82]
ومثل ذلك السورة التي كنا نحاول أن
نسمعها من الله، فقد ذكر الله أربعة شروط لتحقيق الفوز والفلاح.
ومن فهم ذلك فجدير بأن يكون حاله
الخشية والحزن، ولذلك كان بعض مشايخنا يقول: (والله ما أصبح اليوم عبد يتلو القرآن
يؤمن به إلا كثر
اسم الکتاب : القرآن والأيدي الآثمة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 20