اسم الکتاب : القرآن والأيدي الآثمة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 19
وصبرهم على الإيذاء وثباتهم في
الدين لانتظار نصر الله تعالى.
وكيف لا يقدر هذا، والقرآن ما أنزل
على رسول الله (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) لرسول الله خاصة، بل هو شفاء وهدى ورحمة ونور للعالمين، ولذلك أمر
الله تعالى الكافة بشكر نعمة الكتاب فقال تعالى: { وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ
اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ
يَعِظُكُمْ بِهِ } [البقرة: 231]، وقال عز وجل: { لَقَدْ أَنْزَلْنَا
إِلَيْكُمْ كِتَابًا فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ } [الأنبياء: 10]..
وغيرها من الآيات الكريمة، وإذا قصد بالخطاب جميع الناس فقد قصد الآحاد، فهذا
القارىء الواحد مقصود، فما له ولسائر الناس، فليقدر أنه المقصود، قال الله تعالى: { وَأُوحِيَ
إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ } [الأنعام: 19]، وقد قال
بعض مشايخنا بعد قراءته للآية الكريمة: (من بلغه القرآن فكأنما كلمه الله)
وفي هذه الحالة، وعند تقديره أنه
المقصود من كل خطاب، لم يتخذ دراسة القرآن عمله، بل يقرؤه كما يقرأ العبد كتاب
مولاه الذي كتبه إليه، ليتأمله، ويعمل بمقتضاه، ولذلك قال بعض مشايخنا: (هذا
القرآن رسائل أتتنا من قبل ربنا عز وجل بعهوده نتدبرها في الصلوات، ونقف عليها في
الخلوات، وننفذها في الطاعات والسنن المتبعات)
وكان بعض مشايخنا في الزاوية
يزورنا، ونحن نحفظ القرآن أو نراجعه، ويقول: (ما زرع القرآن في قلوبكم يا أهل
القرآن، إن القرآن ربيع المؤمن
اسم الکتاب : القرآن والأيدي الآثمة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 19