responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : القرآن والأيدي الآثمة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 15

المنصوب، وينصب المرفوع أقل من أن يفهم القرآن لنفسه، فكيف يفهمه لغيره.

ابتسم الشيخ، وقال: لقد ذكرتني يا بني بشبابي الباكر عندما كنا ننشغل فيه بالنحو والصرف والبلاغة عن الكنوز العظيمة التي يحويها القرآن الكريم..

كنا حينها نأتي بالآية الواحدة، ونعربها بالوجوه الكثيرة.. وننتفخ مع كل إعراب.. ثم لا نلتفت لمعناها، ولا نعيشه.. بل لا تزيدنا تلك القدرات التي أتيحت لنا إلا حجابا عن فهم القرآن.. حينها التقيت شيخا من العارفين، قال لي: (أقبح كلّ قبيح أن يتعلّم الإنسان نحو اللسان ويعلّمه، ولا يتعلّم نحو القلب ويعلّمه، مع أنّه محلّ نظر الربّ، فإذا كان نحو اللسان مع نحو الجنان كان صاحبهما في أمان، ولا يخشى عليه الخسارة والخذلان، يوم وقوفه بين يدي الرحمن، لأنّ الله تبارك وتعالى لا يثيب العباد على إعرابهم، وإنّما يثيبهم على قلوبهم) [1]

والتقيت آخر، قال لي: ( ما عرفنا من النحو إلاّ إعراب قوله تعالى: { إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ } [النور: 32]، إنّ حرف شرط، ويغنهم جواب الشرط، والمقصود بالغنى الغنى الأكبر فيكون خطابه للمتوجهين


[1] ابن عليوة، المنح القدوسية، ص20.

اسم الکتاب : القرآن والأيدي الآثمة المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 15
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست