اسم الکتاب : القرآن والأيدي الآثمة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 14
إلى الله إلا من خلالها.
أصابتني رعشة شديدة، وأنا أسمع لهذه
الكلمات.. لقد كانت تنبيهات قوية تنبه كل راقد وقاعد وراكن إلى الدنيا ليقوم
بالاستعداد لصناعة مصيره الأبدي قبل أن يتحسر حسرة لا حد لها..
ظل الشيخ يردد ذلك، ويشرحه بطرق
مختلفة، وكان تلاميذه وكأن على رؤوسهم الطير سكونا وخشوعا.. وكان المكان البسيط
الذي كنا نجلس فيه قد تحول إلى قطعة من عالم الملكوت الواسع الجميل.
بعد أن انتهى الشيخ من درسه، التفت
إلى مريديه، وقال: من فهم منكم من السورة شيئا آخر، فليتقدم به.. فأنتم تعلمون أن
القرآن الكريم لا تنتهي عجائبه، ولا تفنى عطاياه.
رفع أحد التلاميذ يده، وقال: يا
شيخ.. ائذن لي أن أطرح لك إشكالا وقع لي، ولبعض زملائي.. ولكن لا علاقة له بالسورة
الكريمة.
أذن له الشيخ، فقال: سيدي مع
احترامنا لك ولمجلسك، وللعلوم العظيمة التي نستفيدها منك، ولما نراه من تأثيرها
على حياتنا جميعا.. إلا أن هناك من يعيبون علينا جلوسنا بين يديك.. وهم يذكرون لنا
بأنك لا تحمل أي إجازة من مشايخ الحديث أو اللغة أو غيرها حتى يتاح لك أن تتكلم في
القرآن الكريم.. بل يذكرون لنا أنك أمي.. وليست لك البلاغة الكافية التي تؤهلك
للحديث عن القرآن الكريم.. لقد ذكروا لنا أن من يرفع
اسم الکتاب : القرآن والأيدي الآثمة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 14