اسم الکتاب : القرآن والأيدي الآثمة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 109
يجزم بأن مراد الله هو ذلك المراد،
أدبا مع الله، وتعظيما لمراده، وخاصة إذا احتمل وجوها في اللسان العربي..
قال التلميذ: فهلا ضربت لنا مثالا
على ذلك.
قال الشيخ: من الأمثلة على ذلك قوله
تعالى: { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } [سورة طه:5]، فإن
المحكم يقتضي ألا نفسر الاستواء بالجلوس والقعود كما يفعل المتبعين للمتشابه، لأن
ذلك حد لله، ووصف له بصفات الحوادث.. أما تعيين المراد منه، فيحتمل وجوها عديدة،
وقد قال بعض علمائنا في ذلك: (لا يمتنع منا حمل الاستواء على القهر والغلبة، وذلك شائع
في اللغة... ولا يبعد حمل الاستواء على قصد الإله إلى أمر في العرش)[1] وغير ذلك من الوجوه.
بعد أن انتهى الشيخ من حديثه عن
ضوابط التعامل مع المتشابه أخذ التلاميذ يسألونه عن أسماء الله الحسنى، فيشرحها
لهم شرحا عجيبا، ويربطها بحقائق الكون التي نراها.. حتى اعتقدت جازما بعد خروجي من
مدرسته أن المجال الوحيد المتاح لعقولنا وقلوبنا للتعرف على الله هي أسماؤه
الحسنى.. فبقدر ما نستغرق فيها بقدر ما نرتبط بالله، وبشرع الله، وبالتحقق بدين
الله.. فأسماء الله مدرسة كاملة في العقيدة، وفي حقائق الوجود، وتفسير ما يحصل فيه..
وهي كذلك مدرسة في التربية والسلوك