اسم الکتاب : القرآن والأيدي الآثمة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 101
تعالى به نفسه.. ولم لم يقولوا:
التقرب معلوم والكيف مجهول والإيمان به واجب؟
قال التلميذ: هذا سر نفورنا منهم..
فهم يتناقضون كثيرا.. فبينما يعتبرون التأويل تعطيلا وتجهما ورفضا.. إذا بهم هم
أنفسهم يؤولون، بل يكاد تأويلهم يغلب تأويل جميع مخالفيهم.. فهم من أجل إثبات علو
الله ينفون كل آيات المعية وما يدل عليها، وما أكثرها في القرآن الكريم..
بل إن بعض مشايخهم المعاصرين ذكر
جواز صرف اللفظ عن ظاهره، ولكنه لم يسمه تأويلا، بل سماه تفسيراً، فقال في جواب من
سأله عن قوله تعالى: { يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ } [سورة الفتح:10]:
(ينبغي أن يُعلم أن التأويل عند أهل السنة ليس مذموماً كله، بل المذموم منه مالم
يدل عليه دليل، وما دل عليه دليل يسمى تفسيراً سواء كان الدليل متصلاً بالنص أو
منفصلاً عنه، فصرف الدليل عن ظاهره يسمى تفسيراً، فصرف الدليل عن ظاهره ليس
مذموماً على الإطلاق)[1].
قال الشيخ: هذه عاقبة كل من يترك
المحكم، وينصرف إلى المتشابه.. فلا هو يفهم المتشابه.. ولا هو يعطي المحكم حقه
الذي أعطاه الله له.
لقد سمع النبي (صلیاللهعلیهوآلهوسلم) قوماً يتدارؤون فقال: (هلك من
كان قبلكم بهذا ضربوا كتاب الله بعضه ببعض، وإنما نزل كتاب الله يصدق بعضه بعضاً