اسم الکتاب : القرآن والأيدي الآثمة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 100
قرب الله من عباده، وقد نقلوا عن
شيخهم الذي يسمونه شيخ الإسلام والذي يرجعون إليه كل حين قوله في الآية الكريمة: { وَلَقَدْ
خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ
إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيد } [سورة ق:16]: (هو قرب ذوات الملائكة وقرب علم الله)[1]، ثم عقب على ذلك بقوله:
(وأما من ظن أن المراد بذلك قرب ذات الرب من حبل الوريد إذ أن ذاته أقرب فهذا في
غاية الضعف)[2]
وهكذا قال في موضع آخر: (إن الله
معنا حقيقة، وهو فوق العرش حقيقة.. ثم هذه المعية تختلف أحكامها بحسب الموارد فلما
قال: { هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ
أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا
يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ
مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِير } [سورة الحديد:4] دل
ظاهر الخطاب على أن حكم هذه المعية ومقتضاها أنه مطلع عليكم، شهيد عليكم ومهيمن
عالم بكم، وهذا معنى قول السلف: إنه معهم بعلمه، وهذا ظاهر الخطاب وحقيقته)[3]
قال الشيخ: فلم لم يذكروا أن في هذا
الصرف تعطيلا لما وصف الله