اسم الکتاب : القرآن والأيدي الآثمة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 10
يجاوزها إلى الإشارة، فحسبه أن يرى
قشرتها، وينعم بالنظر إلى طلائها.
الإشارة:
مررت عليه وهو على كرسيه الذي تعود
أن يجلس عليه بين مريديه وتلامذته.. وكان القارئ يقرأ سورة العصر بترتيل خاشع
جميل.
بعد أن انتهى من قراءتها التفت
الشيخ إلى المحيطين حوله، وقال: سنحاول أن نستمع للمعاني التي أراد الله إبلاغنا
إياها من خلال هذه السورة الكريمة[1]..
إن القسم بالعصر في هذه السورة يفيد
كون الإنسان يجهل خسرانه، ويبعد أن يدركه ما دام لا يشعر بحقيقة ما كان عليه قبل
تعلّق الروح بالجسم المعدني.. أمّا لو تخيل ذلك.. عندما كـان جوهرا خالصا متخلّصا
من عموم المواد، وسائر لوازم الفساد، لاعترف بخسرانه بالنظر لما هو عليه الآن، ومن
أين له أن يدرك ذلك، وهو مكبل بشهواته، مسجون في ظروف طبيعته، وتلك الحالة هي
أبعد المراتب، وأقصى الغايات التي تبعد به عن نيل سعادته الأبديّة.
وكذلك يبقى ما دامت بصيرته لم تنفذ
إلى ما وراء هذه الظروف
[1] اقتبسنا هذا التفسير
الإشاري بتصرف من (رسالة مفتاح علوم السر في تفسير سورة والعصر) للشيخ ابن عليوة،
باعتباره هو شيخ الإشارة في هذه الحكاية.. وخصمه السلفي الذي كفره هو شيخ العبارة.
اسم الکتاب : القرآن والأيدي الآثمة المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 10