responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : اعترافات هارب من سجون الوهابية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 48

فلكيون.. بدون مراصد

في اليوم الرابع، دخلت على صاحبي الوهابي الهارب غرفته التي استضفته فيها، وبقيت معه لحظات ألاطفه وأخفف عنه بعض ما يعانيه من أعباء الماضي، وقد عجبت إذ رأيته على غير عهدي به هادئا ممتلئا صفاء وسلاما..

وكان من قولي له - وأنا أجتهد في التخفيف عنه -: انظر إلى السماء وما حوت من مجرات ونجوم وكواكب وسدم وما نرى وما لا نرى.. لترى أن الواسع العليم الذي اتسعت قدرته لكل هذا لن تضيق مغفرته بما سبق لك من خطأ لم تكن تقصده.

بمجرد أن قلت هذا رأيت ملامحه تتبدل، وجبينه يتقطب، وسحنته يكسوها غضب شديد لم أدر سببه، ثم رأيته يقوم بقوة جهة الباب، وهو يقول: تكذبون.. تكذبون.. أنتم أجهل الناس.. أنتم أحقر الناس.. أنتم لا تتقنون إلا الدعاوى.. أنتم أصحاب الجهل المركب.. تجهلون، وتجهلون أنكم تجهلون..

اقتربت منه، وحاولت أن أخفف ما به، فرماني بيده، وهو يقول: دعني.. دعني.. فإن كوابيس أولئك المدعين لا تزال تطاردني كل حين.. ولو لم أقم لأرميهم بجمرات سبابي لانفجرت.

قلت: روديك.. ما الذي حصل؟.. ما الذي جعلك تفعل هذا؟

أخذ نفسا عميقا، ثم قال: ما أشد الظلمات التي كان عقلي يسكن فيها!!

قلت: العقل لا يسجن.. لا يسجن في هذه الدنيا إلا الجسد.. أما العقل،

اسم الکتاب : اعترافات هارب من سجون الوهابية المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 48
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست