responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 418

بخاطره في المقبرة)

ثم ذكر الآثار الإيجابية لذلك الشعور المؤلم، فقال: (وأكثر من هذا، فإن المسلم يستمد من موقف الفراق هذا ثقة أكبر بعقيدته التي منحته الأمل الكبير بالبعث والنشور والحساب، وبدينه الذي علّمه دائمًا أن الموت ليس سوى نقلة، نقلة فحسب إلى دار أخرى غير هذه الدار وإلى حياة أخرى غير هذه الحياة.. ويتملكه إحساس عميق بالرثاء والاحتقار لكل أولئك الذين سعوا إلى تزييف الحياة وبترها باعتقادهم أن الإنسان يحيا مرة واحد فحسب ثم يأكله الدود ويلفّه التراب، ولا شيء وراء ذلك.. وما أكثر الذين ذهبوا إلى المقابر لتشييع صديق أو قريب، وهم لا يملكون إيمانًا ولا يقينًا، وإذا بنازلة الموت وبمشهد حصر الميت بين جدران الحفرة الأربع، وإهالة التراب عليه، تحرك أفئدتهم الميتة، وتهز عقولهم الكسولة، وتغسل عن نفوسهم الصدئة ما علق بها من رين وغبار.. فيغادرون المكان وهم أشد إيمانًا وأعمق يقينًا.. وفرق وأي فرق بين إنسان مؤمن يرجع من المقبرة وهو يحمل أملًا كبيرًا وبين إنسان ملحد يخنقه المشهد المحزن ويزيده كآبة وضياعًا)

ثم ذكر الدور الذي يقوم به الإيمان للتخفيف من الآلام الناتجة عن ذلك المشهد المؤلم وغيره، فراح يتساءل قائلا: (ثم ماذا عن العدل النهائي المطلق! لقد اغتيل أربعة من الأبرياء.. وليس بمستبعد أن يفلت القتلة من طائلة القصاص.. وما قيمة الحياة.. وما قيمة الإنسان نفسه لو ترك مصيره هكذا معلقًا على عدل أرضي لا يملك في معظم الأحيان الأداة المضمونة لتحققه ونفاذه؟!)

ثم أجاب عن أسئلته بقوله: (إن الإسلام، ذلك الدين القيّم يمنحنا الجواب في كلتا الحالتين.. ولو لم يكن الدين سوى هذا الجواب لكان في ذلك وحده الدافع الأكبر لالتزامه، ومعايشته، وتعشّقه، والتشبث به حتى آخر لحظة من حياتنا التي يعلمنا الإيمان أنها لن تنقطع، ولن تزول، ولن يضيع حق من حقوقها بالصدفة أو العبث أو الفوضى)

اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 418
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست