responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 419

ثم راح يخاطب قراءه يطلب منهم أن يعيدوا تجربة ما حصل له، فقال: (جرّبوا بأنفسكم ذلك.. اختبروا صدقه.. ليس في بيوتكم ونواديكم.. ولكن في المقابر..لحظة مواراة جثة صديق أو قريب.. التفتوا إليها بعد دقائق من مغادرتكم المكان.. وحيدة.. مهملة.. منقطعة في الصحراء.. أمن الممكن أن تكون هذه هي نهاية الإنسان؟!)

وما ذكره هذا الباحث في تجربته الشخصية الإيمانية شهد به الملاحدة أنفسهم، وخاصة عندما ارتفعت عنهم كل تلك الكبرياء التي كانت تحول بينهم وبين الاعتراف بالحقيقة..

فهذا زعيم فلاسفة العبثية، وأحد رؤوس الإلحاد في القرن العشرين [جون بول سارتر]، يقول على فراش الموت: (أنا لا أشعر أنني نتاج للصدفة، أو ذرّة غبار في الكون، وإنما شخص متوقّع وجوده، ومجهّز، ومتصوَّر.. باختصار، كائن لا يقدر إلا خالق على أن يضعه هنا)[1]

ولذلك كان الإلحاد سببا من أسباب الآلام الكبرى التي تعتري الإنسان نتيجة عدم وجوده لأي وسيلة من وسائل المواساة والعزاء، أو كما عبر على ذلك النورسي بقوله: (إن في الوحدانية سهولة ويسرًا بدرجة الوجوب، وفي [الإلحاد] صعوبة ومشكلات بدرجة الامتناع)[2]

د ـ ضرورة وجود الشر والمقدار المسموح به:

عند مناظرة الملاحد، وتبيين أن الشر له وجوه متعددة، فهو شر وألم من وجه، وخير ونفع من جهة أخرى، يطرح تساؤل جديد عن سر ذلك.. ولماذا لم يخلق الله عالمًا أقلّ شرًا؟


[1] Thomas Molnor, National Review, 11 June 1982, p.677..

[2] النورسي، شعاعات، الشعاع الثاني.

اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 419
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست