responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 391

الأمرين.

وهذا الجواب يدخل ضمن الإلزام الجدلي، ولا يعبر عن حقيقة الحال، فهناك فرق بين كون الله موجودا، وبين إلزامه بفعل الخير المجرد.. فنحن نرى الملوك الظلمة، والطغاة المستبدين.. فهل ينفي طغيانهم حقيقة وجودهم؟

ويمكن صياغة هذا الجواب كما يلي:

المقدمة الأولى: الدلائل الفطرية والعقلية والعلمية تدل على أنّ لهذا العالم خالقًا.

المقدمة الثانية: لا يوجد برهان منطقي يلزم عقولنا على الاعتقاد أنّ صفة العدل ضرورية في هذا الخالق الذي دلّ الكون والعقل على أنه واجب الوجود.

النتيجة: وجود الشرّ لا تعلّق له بمسألة وجود الخالق، وإنما له تعلّق بصفاته.

وانطلاقا من هذه النتيجة يلزم الملحد بالبحث عن تفسير لوجود الشر في العالم مع الإقرار بوجود إله.. وذلك ما يلزمه بالبحث عن الدين الأمثل الذي أعطى التفسير الصحيح لهذه المعضلة.. وطبعا إن كان صادقا، فسيجد الحقيقة في الإسلام وحده، ذلك أنه مع إقراره بوجود الشر في العالم إلا أنه بين مبرراته بكل دقة وعلمية وموضوعية كما سنرى في الأجوبة التالية.

وقد أقر الملاحدة أنفسهم بضحالة الاستدلال بمعضلة الشر على نفي الإله، حيث أن الفيلسوف الملحد [ج. ماكي]، والذي يُعدّ من أشرس الملاحدة استدلالًا بمشكلة الشرّ، وانتصارًا للإلحاد، يذكر أنّ مشكلة وجود الشر هي (مشكلة فقط لمن يؤمن أنّ هناك إلهًا قديرًا كامل الخيريّة، وهي مشكلة منطقية تتمثّل في توضيح عدد من الاعتقادات والتوفيق بينها.. إذا كنت مستعدًا للقول إنّ الله غير كامل الخيرية، وليس تام القدرة.. فعندها لن تواجهك مشكلة الشر)[1]


[1] J. L. Mackie, “Evil and Omnipotence,” in Mind 64, no. 254 (1955): 200, 201..

اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 391
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست