responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 392

ومثله ذكر الفيلسوف [دانيال هاورد سنايدر] الذي عبر عن عجز الملاحدة عن الاستدلال بمعضلة الشر على نفي وجود الله، فقال: (إنّ مشكلة الشر هي مشكلةٌ للملحد، أو لمن وجد مقدّمات المشكلة واستنتاجاتها مقنعة، وكانت أسباب قناعته بوجود الله هشّة. أمّا إذا كان للمؤمن بالربّ حجّة صلبة، فإنّ وجود الشر ليس مشكلة)[1]

وبهذا الإلزام الجدلي رد (أنتوني فلو) بعد تراجعه عن إلحاده على هذه المعضلة بقوله: (من المؤكد أنّه لا بدّ من مواجهة وجود الشر والألم، ولكن، فلسفيًا، يُعتبر هذا الموضوع منفصلًا عن السؤال عن وجود الله، فمن وجود الطبيعة نفسها نحن نصل إلى أصل إيجادها.. ربما للطبيعة عيوب، ولكن ذلك لا يدلّ البتّة إن كان لها مصدر نهائي أم لا.. وبالتالي فوجود الله لا يرتبط بوجود الشر السائغ أو غير السائغ)[2]

بل إن [ريتشارد دوكنز] نفسه أقر في في كتابه [وهم الإله] بإمكانية الإجابة على هذه المعضلة بمثل هذا الجواب، حيث قال ساخرا: (في الحقيقة، أصحاب الميول الدينية لديهم أيضًا عدم تمييز مزمن بين الحقيقة والأمر الذي يرغبون أن يكون هو الحقيقة، بالنسبة للمؤمن بنوع من الذكاء الكوني الخارق، من السهل جدًا التغلّب على مشكلة الشر. يكفي أن تفترض وجود إله قذر، مثل ذاك المتفشّي في كلّ صفحة من صفحات العهد القديم، أو إذا لم يعجبك ذلك، اخترع إلهًا شريرًا مستقلًا بذاته، وسمّهِ الشيطان، وانسب الشر الذي في العالم إلى صراعه الكوني مع الإله الخيّر، وإن شئت هناك حلّ أكثر تطوّرًا؛ افترض وجود إله له اهتمامات أعظم من أن يأبه لكروب الإنسان، أو إلهًا ليس سلبيًا أمام الآلام التي تصيب البشر، لكنّه يراها ثمنًا لا بدّ أن يدفع مقابل نعمة حريّة الإرادة البشريّة في كون منظّم وخاضع للنواميس. كثير من اللاهوتيين يعمدون إلى تبنّي مثل هذه التعقلنات)[3]


[1] Daniel Howard-Snyder, “Introduction,” in Daniel Howard-Snyder, ed. The Evidential Argument from Evil (Bloomington: Indiana University Press, 1996), p.xi..

[2] Antony Flew, There is a God, p.156..

[3] Richard Dawkins, The God Delusion (London: Bantam Press, 2006), p.108..

اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 392
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست