responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 268

يملك المؤمن نسبة 2/4000 أي في أن يكون إلهه موجودا أو عدم وجود آلهة بينما يملك الملحد نسبة 1/4000 للنجاة من العقاب)

والجواب على هذا من وجهين:

الوجه الأول: أن احتمال أن يعاقب الله (المفترض) عباده الذين يؤمنون به، ويثيب المنكرين له والمعارضين بالجنة، هو صفر لدى العقلاء، وهو وإن كان احتمالاً عقلياً إلا انه ليس بعقلائي أبداً، بل لا تجد عاقلاً في حياته العملية ينساق مع مثل هذا الاحتمال الهش.

فهل يمكن أن نجد عاقلاً يرى أن الجندي في الجيش إذا أطاع الضابط، أو الموظف في الشركة إذا أطاع المدير والتزم بأوامره ونفذ التعليمات كلها كما طلبت منه، فإنه من المحتمل أن يعاقبه المسؤول أشد العقاب ويسجنه ويعذبه، على سبيل السخرية مثلاً، وأنه إذا عصى المدير ودمر شركته وممتلكاته، أو خالف قرارات الجيش وأفسد خططه العسكرية فإنه حينئذٍ سيقرِّبُه إليه أكثر وسوف يمنحه ترقية كبرى في الشركة أو الجيش.

إن هذا الاحتمال وإن كان عقلاً ممكناً، لكنه عقلائياً صفر، وهل يلتزم هذا الفيلسوف بمقتضى كلامه؟ فمثلاً إذا وجد هذا الفيلسوف شرطي المرور يأمره بالوقوف عند الإشارة الحمراء فهل يعصيه ويعارضه متذرِّعاً بأنه من يدري: فلعلني إذا عصيته أعطاني هدية رائعة، أما إذا أطعته ووقفت عند الإشارة ضربني بالهراوة الغليظة على أمّ راسي وقادني إلى السجن المظلم وفي أشد أنواع التعذيب.

ونقول لهؤلاء: تصوروا أن هنالك غابة تقع في وسط بلدتين (أ وب) وأن فيها عصابة من الأشرار يعتدون على كل من يمرّ عبرها، ويسلبونه كافة أمواله، ثم يقتلونه شر قتلة، وأن هناك طريقاً آخر للوصول إلى البلدة (ب)، وهو طريق آمن، فهل تجد عاقلاً يعكس الرهان ويقول: سأسلك طريق الغابة إذ من المحتمل أن هؤلاء الأشرار إذا رأوني يحتضونني ويكرموني ثم يهبونني كل أموالهم؟ ومن المحتمل أنني إذا سلكت الطريق الآمن أن

اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 268
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست