responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 269

تهاجمني الشرطة (المعروفة بالنزاهة) وتسلبني حتى ثيابي ثم تقتلني شر قتلة؟

من البديهي ان العقلاء يراهنون على خيار الطريق الآمن، وإن احتمل عقلاً أن يتحول الشرطة الأخيار (وهم تحت رقابة صارمة) فجأة إلى أشرار، وأنهم يَعُدُّون من يسلك طريق الغابة الخطر لمجرد ذلك الاحتمال العقلي الواهي (أن الأشرار فجأة يتحولون إلى أخيار عشاق له ويكرمونه) من السفهاء بل من أكثر السفهاء سفاهة ويرون تفكيره أشد الأفكار تفاهةً!

الوجه الثاني: وهو أن كل برهان إنما يتكفل البرهنة على ما هو في حدود مقتضاه ولا يتكفل الأكثر من ذلك، فهذا البرهان الذي ذكره الإمام الصادق وبعده المعري والغزالي وباسكال وغيرهم، إنما يتكفل أصل احتمال وجود إله خالق للكون، وأن البناء عليه هو الأسلم الأفضل بلا شك، وهو على تقدير التنزّل، والخطاب فيه موجه لمن يشك في وجوده تعالى، ولا يطمئن للأدلة كبرهان إبطال الدور والتسلسل فرضاً، فنقول له حينئذٍ: لكن هذا الرهان هو الرهان الرابح وذاك الرهان هو الخاسر مثلما ذكرنا سابقا، ولكنه ـ بصيغته الحالية ـ لا يتكفل الأكثر من ذلك، أي لا يتكفل بمجرده إثبات عدم وجود شريك للباري وعدم التثليث مثلاً، إلا إذا جرى تطويره، كما لا يتكفل إثبات ان الله مجرد مثلاً.. بل ذلك يحتاج إلى تتميم أو ضمائم من أدلة أخرى، وذلك ككافة الحقائق التي تفتقر إلى إقامة العديد من البراهين على أصل وجودها تارة ثم على تفاصيل حقائقها، وبذلك تندفع بعض الإشكالات الأخرى على هذا البرهان، ولا حاجة للإطالة باستعراضها مع الأجوبة عليها.

ونحب أن ننبه في الأخير إلى أن رهان باسكال لا يعني الإيمان الحقيقي، ولكنه نافع للمتحيرين كمقدمة للبحث العقلي، وكمخلص للدوافع النفسية التي تدعو للإلحاد، وقد ذكر بعض المتحيرين كيف استفاد منه للوصول إلى الإيمان الحقيقي، فذكر أنه كان في مرحلة من مراحل حياته مؤمنا بوجود الله، لا عن اقتناع عقلي ولكن لأن الإيمان ـ في نظره ـ مناسب

اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 269
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست