responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 266

المنكر شيئاً إلا أننا عندما نرى المؤمنين الملتزمين نراهم أسعد حالاً من غيرهم من الكفرة العصاة؛ وذلك لأن المحرمات إنما حرمت لمفاسد واقعية وأضرار حقيقية فيها؛ فالمؤمن المتدين يتجنب شرب الخمر وأكل لحم الخنزير والزنا مثلاً وغير المؤمن لا يرى سبباً لتجنبها، وقد ثبت في العلم أن الخمرة تضر العقل والبدن، وتتسبب في الكثير من الأمراض الخطرة، وكذلك لحم الخنزير، كما أن الزنا يهدم المجمعات ويتسبب في مجموعة من أخطر الأمراض كالسفلس والسيلان وغيرهما.. وبذلك فإن المؤمن يتجنب كل تلك الآثار الخطيرة للمعاصي، ويربح بذلك، بخلاف الملحد الذي لا يجد من يردعه عنها، ولذلك يخسر بسببها.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الاستقراء والتجربة يدلان على أن المؤمن الملتزم أسعد من غيره في أسرته ومجتمعه، ذلك أن الصدق والوفاء النزاهة وحب الأهل والوطن ومواساة الجار والقريب والبعيد والصلاة والصوم وغيرها مما أمر به الشارع الأقدس كلها عوامل سعادة وسلام وتقدم ورفاه وأمن وطمأنينة.

فإذا قيل بأنه يوجد في المؤمنين الكثير من الفقراء والمرضى، يقال كذلك بأن في الكفار الكثير من الفقراء والمرضى.. فكما في الكفار أغنياء وفقراء وعلماء وجهال فكذلك في المؤمنين، وإنما الكلام هو في أن المؤمن من حيث إيمانه والتزامه بتجنب المعاصي وبفعل الطاعات رابحٌ، عكس الكافر من حيث كفره وعصيانه، وأقل ما في الأمر أن المؤمن لأطمئنانه بالآخرة والجنة والثواب العظيم، أقدر على تحمل المصائب والنوازل من الكافر ولذلك تراه ـ على حسب درجات إيمانه ـ يمتلك الهدوء النفسي والطمأنينة والسكينة إذ يرى كل ذلك بعين الله، عكس الكافر الذي لا يؤمن بالله، كما أن الكافر إذا تعرض أبوه أو أخوه أو ابنه لحادث مؤلم أودى بحياته، فانه لا سلوان له ولا مستند يتكأ عليه إذ يراه قد تحوَّل إلى عدمٍ محض، أما المؤمن فإنه يرى حبيبه قد انتقل إلى عالم أرحب وأوسع وأجمل وأفضل

اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 266
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست