اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 265
للخيول، وشاهدنا
الحصان الأبيض هو الفائز في كافة المسابقات الماضية، ولنفرضها مائة سباق، ووجدنا
الحصان الأسود هو الخاسر في كل المسابقات الماضية، بل لو وجدنا الحصان الأبيض فاز
في 99 بالمائة من المسابقات الماضية والحصان الأسود فاز في 1 بالمائة منها.
فمن الواضح ان
العاقل يراهن على الحصان الأبيض، على الرغم من أنه يحتمل عقلاً أن يكون هو الحصان
الرابح هذه المرة، ولكن العقلاء بالإجماع يرون من السفاهة أن يراهن على الحصان
الخاسر دائماً أو في 99 بالمائة من الموارد أو حتى في 90 بالمائة منها.. ويرون من
الحكمة والمنطق أن تكون المراهنة على الحصان الفائز دائماً أو غالباً.
ولذلك، فإن العقل
وإن احتمل العكس لكن العقلاء بما هم عقلاء يلغون احتمال الخلاف، ويعتبرون الحجة في
اقتفاء أثر التجارب الناجحة السابقة.
وهكذا تماماً
رهان المؤمنين على وجود الخالق، وإن كان بصيغة أخرى، فإننا إن راهنا على وجوده
ووجود الثواب والعقاب، وكان موجوداً كان الثواب العظيم بما لا يتناهى شدةً ومدةً
وعِدةً، وإذا راهنا على عدم وجوده وعدم الجنة والنار وكان موجوداً كانت الخسارة
هائلة مذهلة، وفي المقابل لو لم يكن موجوداً، فإن الكافر غاية الأمر أنه سيربح
حياته المحدودة، مع العلم أن المؤمن هو الرابح حتى في هذه الحياة إذ يتجنب السرقة
والغش وغير ذلك، فيزداد مكانةً ومصداقيةً لدى الناس كما سيحظى بالصحة والسلامة
وغير ذلك.
فأي الرهانين يختاره
العقلاء.. هل رهان الربح اللامتناهي، أو رهان الربح المحدود جداً؟
بل إن ذلك الربح
المحدود الذي يتوهمه الملاحدة، ينال المؤمنون أكثر منه، كما ذكرنا في العنوان
السابق، ونضيف إليه أن الإنسان إذا آمن بالله تعالى وبالمعاد والثواب والعقاب ولم يكن الله تعالى ـ فرضاً ـ موجوداً فإن المؤمن مع كونه لا يخسر شيئاً، ولا يربح
اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 265