اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 16
ضخمة من
المواقع الإلحادية في العالم، بل أزاحوا عنه كل تلك النياشين التي علقوها له بسبب
وحيد، وهو اختياره الإيمان.
ولذلك فإن
المناظر الذي نتحدث معه في هذا الكتاب هو ذلك المناظر الهادئ صاحب القلب الطيب،
والذي لا يستعجل، ولا يصيبه الغرور والكبرياء، بل هو يتأسى في حواره أو مناظرته
بالأنبياء وورثتهم عليهم السلام.. فالحق يبلغ إلى العقول كالنسيم العليل، لا
كالريح العاصف.
وقد أخبرنا
القرآن الكريم عن نوح عليه السلام، وكيف حاور ابنه في ذلك الوقت الحرج، بكل هدوء
ولطف وأدب، فقد خاطبه بالبنوة مع كونه كان كافرا معاندا، قال تعالى:﴿ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ
يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ﴾ (هود:42)
وأخبرنا عنه قبل
ذلك وكيف تعامل مع قومه بكل هدء، مع أنه مكث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما يدعوهم
إلى الله، فيقابلونه بكل أنواع السخرية، فلا يستسلم لسخريتهم بل يظل يحاورهم بهدوء
محير، قال تعالى:﴿ وَلَقَدْ
أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ أَن لاَّ
تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ
فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَراً
مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ
الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ ﴾
(هود: 25 ـ 27)
فقد خاطبهم عليه
السلام بكل أدب واحترام وهدوء، وبين لهم حبه لهم، والذي دعاه إلى الحرص عليهم
والخوف على أن يصبيهم عذاب الله، ولكنهم واجهوه بالاحتقار والتكذيب والسخرية.
لكنه عليه
السلام لم ينه الحوار، ولم ينسحب من ساحاتهم، لأن ذلك هو مايريدونه أو ما تريده
شياطينهم، بل واصل الحوار معهم من النقاط التي أرادوا إنهاء العملية الحوارية
عندها، قال تعالى على لسان نوح عليه
السلام في حواره مع قومه:﴿ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ
اسم الکتاب : كيف تناظر ملحدا..؟ المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 16