اسم الکتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 83
علمي، وإنما هو مجرد خيال وتخمين للهروب من
الله.. بل إن هوكينج نفسه يرى أنه قام بهذا الدور لاستبعاد الخالق من الإيجاد وخلق
الكون، فقد قال في كتابه الذي شرحه لنا صديقنا هوكينج: (تماما مثلما فسر دارون ووالاس كيف أن التصاميم المعجزة المظهر في الكائنات الحية من الممكن أن تظهر بدون تدخل قوة عظمى، فمبدأ الأكوان المتعددة من الممكن أن يفسر دقة القوانين الفيزيائية بدون الحاجة لوجود خالق سخر لنا الكون.. فبسبب
قانون الجاذبية فالكون يستطيع ويمكنه أن ينشيء نفسه من اللاشيء.. فالخلق الذاتي هو
سبب أن هناك شيء بدلا من لا شيء، ويفسر لنا لماذا الكون موجود، وكذلك نحن)
انظروا الهدف من النظرية.. إنه ليس علميا
بالمرة.. ذلك أن ستيفن هوكينج رأى الإلحاد أعرج، لأنه يعتمد على نظرية
التطور فقط.. فراح يضيف إليه رجلا ثانية من غير دليل سوى الخيال والتخمين.
ثم التفت إلى الحضور، وقال: هل تعلمون ـ
سادتي الحضور ـ كم كونا افترضه هوكينج بحساباته في كتابه [التصميم العظيم] ليهرب
من الاعتراف بالخالق وعظمته التي احترمها كل الفيزيائيين الكبار من أمثال نيوتن وأينشتاين
وماكس بلانك وغيرهم.. لقد افترض وجود 10 أس 500 كون.. أي 10 وأمامها 500 صفر.. وتصور أن هذا ما
يتناسب مع نظريته التي ستجمع كل قوانين الوجود لتمكننا من فهم كل شيء بعيدا عن
الخالق.
سأبسط لكم هذا الذي قاله.. إنه يشبه
تماما أن يحضر أحد سيارة مفككة من كل أجزائها ابتداء من أصغر مسمار فيها.. ثم يقول:
إن هناك احتمالية رياضية لتكون هذه السيارة صدفة وعشوائية.
وبالطبع، فإن الإجابة على استحالتها رياضيا يتخطي 1 إلى 10 أس 50 أو
70 أو حتى 100.. لأن السؤال أصلا خطأ..
وذلك لأن الأجزاء لن تتحرك من ذاتها وتتراكب ويدخل بعضها في بعض إلا بفاعل قدير حكيم يعلم ما يفعل ويريده.
اسم الکتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 83