responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 82

قال الرجل: فأستاذك بهذا يحاول أن يبرهن على عدم وجود الله؟

قال هوكينج: لا.. بل هو يدلنا فقط على عدم ضرورة وجوده.. فالكون موجود لأنه ضروري الوجود.. وهو ضروري الوجود لأن عدم وجوده يستلزم وجود العدم، ووجود العدم يستلزم وجود الوجود كما أوضحت ميكانيكا الكم.

وبذلك استطاع هوكينج أن يدفعنا إلى التخلي عن الاعتماد على الكائنات الخارقة كالله من أجل تفسير العالم أو الإجابة على أسئلتنا العلمية..

نعم إن هوكينج لا يقول: إن الله قد مات، كما يقول نيتشه.. ولكنه يعتبر الله أصبح خارج الخدمة، بينما الفلسفة هي التي حقا قد ماتت.. لأنها لم تعد ضرورية تماما كفكرة وجود الله.. لأن الأسئلة الفلسفية الأساسية كسؤال (لماذا نوجد، ولماذا يوجد عالمنا؟) تحولت إلى أسئلة علمية مما يستدعي عدم ضرورة التفلسف بعد اليوم.

***

قال ذلك، ثم جلس، وقد تصور أنه قد أنهى المشكلة من أساسها، وأنه أعطى كل الأجوبة والحلول، لكنه ما إن جلس حتى طلب بعض أولئك العلماء التائبين الحديث، وقال[1]: قبل أن أحدثكم عن موقفي مما ذكره زميلي هوكينج أحب أن أذكر لكم ما قاله صديقنا الملقب بكاهن الإلحاد الأكبر [ريتشارد دوكينز] عن هذا التصميم العظيم الذي وضعه هوكينج ليفسر به الوجود.. لقد قال في ذلك: (لقد طرد دارون الإله من البيولوجيا، ولكن الوضع في الفيزياء بقي أقل وضوحا، ويسدد هوكينج الضربة القاضية الآن)

فأنتم ترون أن ذلك التصميم العظيم ليس ناتجا عن تجارب علمية، ولا عن منهج


[1] من مقال بعنوان: الوجه الآخر للعلم – عالم الفيزياء الملحد ستيفن هوكينج وأفكاره الخيالية في نظر العلماء والمتخصصين – [النظرية إم] والأكوان المتعددة والجاذبية الخالقة.. من إعداد مجموعة من الباحثين، وتوجد توثيقات كثيرة مرتبطة بكل نص مذكور، ومنها مقاطع على اليوتيوب، ومن شاء أن يرجع إليها، فليرجع للمقال المذكور.

اسم الکتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 82
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست