responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 81

التفت إلى الجمع، وراح يصيح بصوت عال مثل خطباء الجمعة، وقال: انظروا عبقرية هوكينج، وكيف استطاع أن يفسر سر الكون.. بل سر الوجود.. بل أسرار الغيوب المحجوبة عنا.. وهي تلك الأكوان الكثيرة الممكنة.. والتي قد يوجد عالمنا فيها أيضا.. بل قد نوجد نحن فيها أيضا.

قام رجل من البلدة، وقال: فكيف يفسر أستاذك خروج الكون من العدم.. أو تحول العدم إلى وجود؟

قال هوكينج بثقة كبيرة: ذلك بسيط.. ما دامت ميكانيكا الكم موجودة، فمن الممكن تفسير كل شيء.. لقد شرح لنا أستاذنا هوكينج الكيفية التي يخرج بها الكون من العدم.. وهي أن العدم يتكون من طاقات متعارضة، ولذا تختزل بعضها البعض فيتشكل العدم، لكن بما أن التقلب الكمي الخاص بميكانيكا الكم، والذي لا يسمح بثبات أي شيء على حاله.. فمن المتوقع أن تفلت طاقة ما من العدم، ولا يتم اختزالها ما يتيح في المجال أمام تحول تلك الطاقة إلى عالم موجود بالفعل.

التفت إلى الجمع، وراح يصيح: وهكذا من الممكن نشوء الكون من العدم من دون الاعتماد على خالق لتفسير ذلك.. وبناء على هذا فإن أستاذنا هوكينج يصرح بأن الكون يخلق ذاته من خلال العدم.

أظن أن ذلك واضح، ذلك أنه بالنسبة إلى ميكانيكا الكم، تنشأ الجسيمات الافتراضية من العدم، ومن ثم تختفي بسرعة هائلة، وذلك ما يجعل من الممكن أن ينمو الكون من العدم.. وهكذا يخلق الكون نفسه تلقائيا بفضل العدم وقوانين الطبيعة كقوانين ميكانيكا الكم وقانون الجاذبية المسؤول عن تكوين النجوم والمجرات.

وبناء على هذا فإننا لا نحتاج إلى الله لكي نفسر سر الوجود وسر الكون.. ما دام يمكن تفسير وجود الكون أو وجود شيء بدلا من لا شيء من خلال العلم وقوانينه فقط.

اسم الکتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 81
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست