اسم الکتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 166
انفجار هائل، لكنه محتجب عن أنظارنا للأبد من
خلال أفق حدث الثقب الأسود.. كما أدخل هذا الفيزيائي عنصراً جديداً هو صورة كونية
من التطفر الجيني.. واقترح أنه لو تصورنا عالماً يتبرعم من لب ثقب، فإن خواصه
الفيزيائية مثل كتلة الجسيمات وشدة القوى ستكون قريبة لكنها ليست مثل تلك الموجودة
في العالم الذي جاء منه.. وستؤدي التغيرات الطفيفة في مؤشرات الأكوان الوليدة الى
ايجاد عوالم جديدة يصبح بعضها اكثر موائمة لانتاج الثقوب السوداء مقارنة باصلها،
ومن ثم ستعطي عوالم وليدة أخرى وهكذا.
قام عالم آخر، وقال: لقد ملأني أصدقائي الذين
أعتز بهم بالحماسة لأدلي بشهادتي كما أدلوا.. فلا شيء أجمل من الحقيقة.. أنا أيضا
كنت صديقا لـ [غاسبريني وفينيتسيانو ]، وهو من دعاة نظرية الأوتار الفائقة ـ والتي
تنص على أنه قد يكون هناك عالم لا نهائي في فضاء سابق على بداية كوننا هذا، أو في
عصر ما قبل الانفجار العظيم، وقد وصف الكون في تلك المرحلة بأن العالم بدأ أساساً
بارداً ولا نهائياً في الفضاء ولم يكن شديد السخونة، كما كان مجعداً بشدة، وقد
تعرض هذا العالم لعدم ثبات؛ دافعاً كل نقطة في الكون إلى التباعد بعضها عن البعض الآخر
بسرعة كبيرة، وسبّب هذا الحال تحدباً أكثر للفضاء مما أدى إلى زيادة هائلة في
الحرارة وطاقة الكثافة.. وبعد بعض الوقت تكونت منطقة ثلاثية الأبعاد في حجم ملمتر
داخل هذا المدى الشاسع مثل كتلة كثيفة ساخنة جداً ومنبثقة من تمدد جوث التضخمي.
التفت للحضور، وهو يضحك، ثم قال: هل سمعتم
مقدار الخيال الذي تحمله هذه النظرية.. إنها غير القابلة للاختبار أصلا.. ومع ذلك
يطلق عليها نظرية علمية..
قال بيتر: كيف لا يمكن اختبارها؟
قال العالم: ذلك أن لها خواص عجيبة، فهي إما أن
تكون لا نهائية الطول عبر الكون، أو تكون ذات حلقات مقفلة، وأن الوتر اللانهائي
الطول يمكنه أن يشغل من الفراغ إذا تكور
اسم الکتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 166