اسم الکتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 165
الانتفاخية تتخلق طوال الوقت من داخل الأكوان
الموجودة من قبل، وبعد أن تتخلق فإنها سرعان ما تنمو كبرعم ينفصل ثم إنها تلد أكواناً
خاصة بها، وهكذا تتولد فقاعات كونية قابلة للتضخم باستمرار دون انقطاع.
ويرى أنه قد تدخل بعض الأكوان ضمن هذا
السيناريو في طور التقلص، ومن ثم الانسحاق والاختفاء، أو يتخافت التضخم شبيهاً بما
تحدثت عنه نسخة جوث الاصلية، واحياناً قليلة يزداد فعل التضخم في بعض المناطق
والفقاعات نتيجة تعاظم التذبذبات العشوائية، ومن الجائز إمكان وجود نوع من الشفرة
الوراثية تسبب أن تكون الأكوان المتولدة شبيهة بآبائها، كما يمكن أن تكون هناك طفرات
وراثية أيضاً، وقد يكون كوننا طافراً من كون آخر يحمل قوانيناً فيزيائية مختلفة.
قال بيتر: إن ما ذكرته عن هذا الفيزيائي
عجيب.. فكيف استطاع أن يثبت كل هذه القضايا المعقدة الصعبة؟
ضحك العالم، وقال: هو لم يثبتها علميا.. هو
تخيلها فقط.. وإن شئت الصدق فهو نقلها عن الفلاسفة القدماء، وخاصة أصحاب المدرسة
الإشراقية، من أن النظام الكلي والنوعي للعالم الدنيوي يبقى دائم التواصل دون
بداية ولا نهاية رغم أن الأفراد تنتهي وتزول.. ففي نظرية [التضخم الكوني] نرى أن
الأكوان تذهب وتنتهي هنا وهناك، لكنها تولد ما يبقي حالة الفعل التضخمي دون انتهاء،
فنحن أمام حمام من الفقاعات التي لا تنتهي ولا تموت، كما هو وصف الفيزيائي ليونارد
ساسكند.
قام عالم آخر، وقال: صدق أصدقائي فيما
ذكروه.. وسأدلي بشهادتي كما أدلوا.. فلا شيء أجمل من الحقيقة.. لقد كنت صديق [سمولين]،
وكنت معه حين راح يتخيل، ويتخيل ليرمي العالم بعد ذلك بنظريته التي تنص على أن
ظروف الانفجار العظيم تتشابه مع مراكز الثقوب السوداء، وعليه اقترح أن كل ثقب أسود
هو نواة لعالم جديد يخرج للوجود عبر
اسم الکتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 165