اسم الکتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 164
بحثاً مطوراً اعتبر فيه فكرة الانفجار العظيم
تموجات فراغية.. ثم ظهرت نسخة جديدة جدية بعد عشر سنوات حول الموضوع، وهي النسخة
المتعلقة بافتراضات [جوث]
قام عالم آخر، وقال: صدق صديقاي.. لقد صار
الكثير منا معشر الفيزيائيين والفلكيين نمارس أنواعا كثيرة من التضليل تحت شعارات
البحث العلمي.. وإلا فما علاقة البحث العلمي بكيفية نشأة الكون، وما جدواه
العملية، ولم نوليه كل ذلك الاهتمام؟
وصراحة أقول لكم: إن الكثير من تلك النظريات
أرادت أن تسد الثغرة التي فتحها ما نسميه الانفجار العظيم وبداية الكون، وهو ما
طرح التساؤلات الكثيرة حول صاحب الانفجار، وصاحب التنظيم والإبداع الذي حصل بسببه.
سكت قليلا، ثم قال: من الأمثلة على ذلك نظرية
[الكون الدوري]، والتي راحت ـ في سبيل إنقاذ الإلحاد ـ
تتجاهل القانون الثاني للديناميكا الحرارية، والذي يتطلب إعادة ضبط الأنتروبيا في
كل كون متكون جديد، لأن درجة الأنتروبيا تزداد مع كل كون، وبالتالي تصير درجة
الحرارة لا نهائية طالما كان الإنكماش والانفجار لا نهائي.
قام عالم آخر، وقال: صدقت.. وأحب أن أضيف إلى
ما ذكرته من أمثلة ما اقترحه الفيزيائي الروسي [اندريه ليند] من أن ظروف التمدد
التضخمي قد تكررت مرات ومرات في مناطق منعزلة منتشرة في الكون مؤدية إلى عوالم
جديدة منفصلة ضمن شبكة كونية لا نهائية، بحيث تتوالد ذاتياً..
فقد نقد ليند الحالة غير المستقرة لبداية
الانتفاخ الكوني لدى جوث، واستبدل النظرية بتضخم مستمر دون نهاية، فهو يرى أن
التضخم لم يتوقف مفعوله منذ بدأ، هذا إن كان له بداية فعلية، والمرجح بحسب ليند أن
التضخم لم يكن له بداية ولا نهاية، فهو تضخم دائم بفعل التذبذبات الكمومية
المستمرة، فمن منطقة لأخرى تفعل هذه التذبذبات فعلها العشوائي وفقاً لمبدأ [هايزنبرغ]
في عدم اليقين والتحديد، وهكذا باستمرار. فالأكوان
اسم الکتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 164