اسم الکتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 163
العلم؟
قال الفيلسوف: أجل.. كان ذلك كذلك.. ولكن
الحال انعكس في نهاية هذا القرن، إذ صار العلماء هم من أخذوا يحاكون الفلاسفة في
طريقتهم التجريدية غير القابلة للاختبار، فأصبحت الفلسفة هي المثل الأعلى في البحث
بعد ما كان العلم التجريبي يعكس هذا المثل.
قام عالم آخر، وقال: صدق صديقي الفيلسوف فيما
طرحه من اختلاط الفيزياء وغيرها من العلوم بالفلسفة.. وأنا أقول هذا كفيزيائي..
وأقوله أيضا لأني اكتشفت الحقيقة التي كنت أتجاهلها أو أهرب منها بتلك التخمينات والخيالات
والحيل التي كنت أخادع بها نفسي وتلاميذي.
قال بيتر: فهلا ضربت لنا أمثلة على تلك
النظريات التي لبست فيها الفيزياء لباس الفلسفة، وتخلت عن منهجيتها العلمية
الصارمة.
قال العالم: الأمثلة على ذلك كثيرة، وكلها
تسعى لنفي احتمال كون الله هو الخالق.. أي نفي احتمال وجود قوة خارجية وراء انبثاق
الكون والنظام والغائية المودعة فيه.
ومن أمثلة ذلك نظرية الفيزيائي [جوث] خلال
الثمانينات في التضخم الكوني، فوفقاً لها أنه خلال جزء ضئيل جداً من الثانية تضخم
الكون وتضاعف بشكل عظيم.. وبحسب هذه النظرية فإن أي كون كمي جديد يتكون كتموجات
فراغية يبدأ بحجم صغير للغاية، فيتمدد خلال طرفة عين الى حجم كحجم الكون الحالي،
كالفقاعة.. ويحتمل الفيزيائي جريبين أنه قد يكون الكون وكل شيء فيه عبارة عن
تموجات فراغية تسمح لتجمعات الجسيمات أن تندفع بشدة من لا شيء، وتعيش لفترة ثم
يعاد امتصاصها ثانية داخل الفراغ..
وهذه النظرية تتسق مع اعتبار الكون مغلقاً
يتمدد، ثم يعود ليتقلص ويختفي.. وقد ظهرت هذه الفكرة التي تريد أن تهرب من الله بداية
السبعينات.. ثم قدّم [ترايون] عام 1973
اسم الکتاب : الكون بين التوحيد والإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 163