responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 83

للورود والزهور التي لم أر في حياتي مثل جمالها ودقة صنعها.

ولكن كل تلك الدهشة التي أصابتني لم تكن تعدل جزءا بسيطا من دهشتي لأولئك الطيبين الذين اجتمعوا يتحدثون عن سر وجودهم في تلك الروضة.. فقد كانوا في منتهى الكمال والجمال، وقمة الأدب واللطف، وغاية العقل والحكمة.

برهان الفطرة:

بعد أن استقر بي المجلس، وزال عني بعض آثار تلك الدهشة والانبهار، وسلمت على الجمع المنور بنور الإيمان، وسلموا علي، قال أحدهم مخاطبا رسولهم الذي جاء بي إلى ذلك المجلس: فلتبدأ أنت يا صاحب الفطرة الطاهرة لتحدثنا عن أسرار إيمانك، وكيف أنقذك الله من براثن الملحدين، وزج بك في رحاب روضات المؤمنين.

قال: إن في قصتي لعبرة، وهي تدل على فضل الله العظيم علي بالهداية، فلولاه لكنت الآن في فنادق الملاحدة، أو في غياهب سجونهم.

ففي بداية أمري كنت أعيش في زمن الحكم العسكري المشدد للحزب الشيوعي.. وكنت حينها رفيقا من الرفاق الذين تشبعوا بكل ما تعلموه في المدارس من أنواع الإلحاد والمادية إلى أن أصبحت بينهم في درجة المبلغين والدعاة الذين يمكنهم أن يحطموا أي جدار من جدر الإيمان، وأي حصن من حصونه.

وقد أرسلوني بتلك الأفكار التي سقوني بها مع الماء والحليب إلى بلدة من بلاد المسلمين، كانت لا تزال مصرة على الحفاظ على دينها.. وأعطوني الكثير من الصلاحيات التي تخول لي أن أحول من جحيم حياتهم نعيما إن هم أطاعوني، وتحولوا عن الإيمان إلى المذاهب المادية الإلحادية التي كانت تنتشر في ذلك الحين.

عندما ذهبت كنت موقنا تماما أنه لن تمر إلا أيام قليلة حتى تتحول البلدة عن معتقداتها إلى معتقداتي.. لكني لم أدرك أبدا أن صبية البلدة وعوامها البسطاء يمكنهم أن

اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 83
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست