responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 82

سبيله نتيجة لخطابات عقلية من موسى عليه السلام؟

قلت: لا.. بل رأوا حججه الواضحة، وأدلته القاطعة التي تحدثت بها العصا.

قال: فقد كانت الآيات الباهرة هي دليلهم إلى الله.

قلت: ذلك صحيح.

قال: وهكذا ﴿لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾ [الرعد: 7].. ولكل أمة رسول.. ولكل عقل حجة.

قلت: فما حجة قومك؟

قال: تعال معي، واسمع الأمر من أهله.. فخير من حدث عن المرء لسانه.

قلت: وأصحابي هؤلاء.. أأتركهم من غير وداع؟

قال: أنت تراهم يتحدثون، وكأنهم لا يعلمون بحديثك معي.

التفتّ إليهم، فوجدتهم منشغلين عني، ويتحدثون ويضحك بعضهم مع بعض، وكأني لست معهم.. وكأنه لم تكن بيننا أي أحاديث..

قلت: كيف هذا؟.. ولم هذا؟

قال: أنت مكلف بمهمة محدودة ومؤقتة.. ولذلك لن تسمع إلا ما يتاح لك سماعه.. ولن ترى إلا ما يؤذن لك في رؤيته.

قلت: أتعني أن هناك أشياء كثيرة تراها أنت، ولا أراها أنا؟

قال: أجل.. بل إن رؤيتنا نفسها تختلف، وتذوقنا للأشياء يختلف.. فأنت لا تزال تحمل مدارك أهل الدنيا المحدودة.. وأنا وكل من حولي لنا مدارك أخرى تتيح لنا ما لا تتيح لك.

سرنا بين روضات كثيرة مملتئة بالجمال إلى أن وصلنا إلى روضة المعاني الرقيقة، وقد دهشت للأنوار الجميلة التي تحيط بها.. ودهشت لكل تلك الروائح العطرة التي تصل مباشرة إلى القلب، فتجعله يخفق بكل معاني العشق والهيمان.. ودهشت للألوان البديعة

اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 82
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست