اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 339
هذه بعض النماذج
التي كان التفكير فيها أول رحلتي إلى الله.. وهي ظاهرة أشمل مما ذكرت بكثير.. فهي تنتظم
شؤون الكون كله من الإلكترونات في الذرة، إلى الذرة، إلى العناصر، إلى الأرض، إلى
الشموس، إلى المجرات بكل حوادثها إلى كل خلية من خلايا الحيوان، إلى كل جهاز من
أجهزته، إلى كل حيوان من وحيد الخلية، إلى النحلة، إلى الإنسان.. وهكذا.
وقد جعلني هذا
أتساءل بيني وبين نفسي: هل يمكن أن تكون هناك هداية بلا هاد؟.. وهل يمكن أن تسير
الطائرات والسيارات من غير أن يكون هناك قائد يقودها، أو دليل يدلها على الطريق؟
***
وقد جعلني هذا
التفكير أنتقل إلى نوع آخر من البحث، لعله أكثر صلة بالدلالة على الله.. وهو في
إمكانية تواصل الله مع عباده.. وهل أن الله وضع القوانين لعباده هكذا، ثم تركهم،
أم أنه يقوم بنفسه بدلالتهم عليها كل حين، وأنه إذا ما احتاجوا إليه كان غوثهم
وعونهم ومددهم.
طبعا لم أكن في
ذلك الحين مؤمنا بإله، كما أني لم أكن كذلك من المكابرين الذين يجحدون الله
ويستعملون كل الوسائل لجحوده.. بل كنت لا أدريا.. ولهذا كنت بحوثي وتأملاتي في هذا
المجال هي للتأكد من الفرضيات التي وضعتها.. والتي رأيت أن الله بكرمه دلها عليها
جميعا ابتداء من ظاهرة الهداية التي ذكرتها إلى ظاهرة التواصل المباشر مع عباده
وإجابته لدعواتهم، وتحقيقه لأمنياتهم.
وقد رحت للتأكد
من مدى تواصل الله مع عباده أذهب إلى المحال التي يكون فيها المؤمنون الصادقون
المتواضعون وأسألهم عن تجاربهم الخاصة في هذا المجال، فكان كل واحد منهم يذكر لي
تجربته الخاصة في إجابة الله لدعواته، أو إغاثة الله له في كرب من
اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 339