responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 309

جزيئات الورق والحبرمعرفة كاملة، فذلك لايكشف لنا شيئا عن محتوى الكتاب.. ذلك أن محتوى الكتاب يشكل نظاماً أسمى يتجاوز عالم الفيزياء والكيمياء.. وبذلك فإن أحاسيسنا تتوقف على أعضاء الجسم، ولكن لايمكن حصرها في الخواص الفيزيائية والكيميائية للمادة.

***

لست أدري كيف أخذت هذه المعلومات، وعدت إلى صديقي [السير تشارلز سرنغتون]، وذكرتها له، فقال لي، وهو يبتسم: وأخيرا عدت إلي..

قلت: أنت لا تزال صديقي.. وحتى لو اختلفت معك، فهذا لا يفسد المودة بيننا.

قال: لاشك انك جئتني من عند صديقنا [السير جون اكلس]

قلت: كيف عرفت ذلك؟

قال: كل من ذهب إليه يعود إلي، ليتأكد مما ذكره.. خشية على معارفه المادية من أن تنهار هكذا بسهولة.

قلت: فهل يمكنك إنقاذها؟

قال: ولماذا أنقذها.. والبراهين كلها ترفضها.. لقد أصبحت متيقنا تماما أن النشاط الفسيولوجى والكيميائى للدماغ أمر ضروري للإحساس متزامن معه، ولكنه ليس الإحساس بعينه.. فالمادة وحدها لا تستطيع أن تفسر الإدراك الحسى.

نعم يمكن لأساتذتنا القدامى أن يتحدثوا عن الموجات الضوئية، والتغيرات الكيميائية، والنبضات الكهربائية فى الأعصاب، ونشاط خلايا المخ.. أما الحديث عن عمليات الإبصار والشم والذوق والسمع واللمس ذاتها، فليس لهم الحق في الحديث عنه، لأنه ليس مجالهم.

ثم أضاف يقول، وهو يتأمل الأفق البعيد: إن الإدراك الحسى حقيقة.. ولكنه ليس

اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 309
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست