responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 310

مادة، ولا هو من خواص المادة.. وليس فى مقدور المادة أن تفسره.. ولهذا، فإن وجودنا مؤلف من عنصرين جوهريين: الجسم والعقل.. أو المادة والوعي.

***

بعد أن انهارت أول لبنات القصر المادي الذي كانت تسكن فيه أفكاري حول العقل والوعي.. رحت أستعمل كل أنواع الحيل لتغطية ما وصل إليه البحث العلمي في ذلك المجال.. والذي يوجب بالضرورة وجود الإله.

وللقيام بذلك رحت أستنجد ببعض الأذكياء من أصحابي في أن يجد لنا نموذجا خاليا من الإله مثلما وجد هوكينغ في الكون، ومثلما وجد دوكينز في الحياة.. فقال لي: الأمر أخطر مما ذكر صديقانا.. فالعقل لا يقتصر على المدارك الحسية.. ولذلك فإن عجزنا عن تفسير المدارك الحسية تفسيرا ماديا، يجعلنا نعجز أكثر عن تفسير الملكات العقلية الأخرى.

قلت: ما تعني.. هل ترى أنه من المستحيل أن نجد نموذجا ماديا يفسر الرؤية والسمع وغيرها من المدارك الحسية؟

قال: ليت الأمر كان قاصرا على ذلك.. وإلا استطعنا أن نحتال عليها بصنوف الحيل.. الأمر أخطر بكثير.. فكلمة [إدراك] لا تقتصر على المدارك الحسية فحسب، بل تعنى فوق ذلك المعرفة.. وتعني الوعى.. وبهذا المعنى فإن أي نشاط ينطوى على معرفة أو إدراك هو من أنشطة العقل المدرك التي تبدأ بالإدراك الحسى والحواس الخارجية.. وتنتهي بغيرها من المدارك الكثيرة التي هي أكثر تطورا من المدارك الحسية.

قلت: ما تعني بهذا؟

قال: نعم إن المدارك الحسية هى الأساس الأول لكل المعارف الإنسانية ومصدرها، ومن دونها لا يكون لدى الذاكرة أى شىء تتذكره، ولا للخيال أى شيء يتصوره، ولا للوعي أى شىء يفهمه.. ولكنها مع ذلك ليست المدارك الوحيدة.

اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 310
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست