اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 307
الشمس المنعكسة
من الشجرة تدخل في بؤبؤ عينه، وتمر من خلال العدسة التي تركز صورة مقلوبة ومصغرة
للشجرة على شبكة العين، فتحدث فيها تغيرات فيزيائية وكيميائية..
قلت:أراك تريد
أن تفسر عملية الإبصار كما فسرها أساتذتنا.
قال: لا.. فهذه
العملية لا تفسر عملية الإبصار.. لأن الإنسان حتى لو كان فاقد الوعي، فإننا يمكن
تركيز تلك الصورة على شبكية عينيه.. وهي بذلك ستحدث نفس التغيرات الفيزيائية
والكيمائية.. ومع ذلك لايبصر شيئا.
قلت: فكيف تفسر
عملية الإبصار إذن؟
قال: إذا أردنا
أن نفسر الإبصار فنحن بحاجة إلى أكثر من ذلك كثيراً.. فالشبكية، وهي صفحة من
المستقبلات شديدة التراص (عشرة ملايين مخروط ومائة مليون قضيب)، تبدأ، حين ينشطها
الضوء المنبعث من الشجرة بإرسال نبضات الى العصب البصري الذي ينقلها بدوره إلى
قشرة الدماغ البصرية..
قلت: هذا جيد..
وهو متوافق مع رؤيتنا المادية.
قال: أجل.. كل
شيء إلى الآن قابل لأن يفسر بلغة الفيزياء والكيمياء.. ولكن المشكلة تكمن في مكان
اللون الأخضر وسائر الألوان من كل هذا.. فالدماغ نفسه رمادي اللون أبيضه.. فكيف
يستطيع أن يتلقى لونا جديداً دون أن يفقد لونه السابق؟.. وكيف يستطيع أن يبصر
الضوء إذا كان دماغه مغلقاً ومعزولاً تماما عن أي ضوء؟..
ابتسم، وقال: لو
أننا عند الرؤية ـ على حسب تفسيراتنا التي تلقيناها من أساتذتنا ـ أحسسنا بأزيز من
الكهرباء في أدمغتنا لكان ذلك مقبولا ومعقولا.. لكن أن يكون الأمر بتلك الصورة،
فنرى الألوان والأشكال والحركات والضوء.. وبأبعادها الثلاثة.. فإن هذا من العسير
على أي عاقل أن يتصور كون سببه يعود إلى المواد الكيميائية والكهرباء.
قلت: فما سر
الإبصار.. أو الإدراك الحسي في تصورك؟
اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 307