اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 271
وقال لنا، وقد
خفف من بعض انفعاله متحدثا عن دور الفيتامينات في حياة الإنسان: لقد تنبه العالم
في فترة متأخرة إلى أهمية الفيتامينات.. ولا شك أن الإنسان قد عاش ملايين السنين
دون أن يدري بوجود هذه المواد الضرورية لبقائه على قيد الحياة.. مع أهميتها
الشديدة، فنقصانها أو فقدانها يسبب الكثير من الأمراض المعروفة بأمراض نقص
التغذية.
وهكذا عاش
الإنسان فترات طويلة قبل أن يعرف وظائف المعامل الكيمياوية الصغيرة المعروفة باسم الغدد
الصماء، التي تمده بالتركيبات الكيمياوية الضرورية له ضرورة مطلقة، والتي تصنعها
وتسيطر على وجوه نشاطه. وفضلا عن ذلك، فان تلك المواد التي بلغت من القوة أن جزءا
من بليون منها يحدث آثارا بعيدة المدى.. وهي مرتبة بحيث ينظم كل منها غيرها،
ويضبطه ويوازنه.. ومن المتفق عليه أنه إذا اختل توازن هذه الافرازات المعقدة
تعقيدا مدهشا، فإنها تحدث اختلالا ذهنيا وجسمانيا بالغ الخطر.. ولوعمت هذه الكارثة
لانتشرت المدينة وانحطت البشرية إلى حالة الحيوانات، هذا إذا بقيت على قيد الحياة.
***
أما الأستاذ الخامس
الذي اهتديت به لبعض مظاهر التوازن في الكون، فقد كان أستاذ علوم النبات، وقد فسر
لنا من حيث لا يشعر قوله تعالى: ﴿وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا
فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ (19)
وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ (20)
وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا
بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ (21)﴾ [الحجر: 19 - 21]
وقد حكى لنا
للدلالة على ذلك قصة نبتة الصبار، فقال: منذ سنوات عديدة زرع نوع من الصبار في
استراليا، كسياج وقاتي.. ولكن هذا الزرع مضى في سبيله حتى غطى مساحة تقرب من مساحة
انجلترا، وزاحم أهالى المدن والقرى، وأتلف مزارعهم، وحان دون الزراعة، ولم يجد
الأهالى وسيلة لصده عن الانتشار، وصارت أستراليا في خطر من اكتساحها بجيش من الزرع
صامت، يتقدم في سبيله دون عائق!
اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 271