اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 270
وذكر لنا عجائب
التوازن في خلق الطيور.. حيث خلقت أجسام الطيور في تصميم خاص يلغي أي احتمال
لاختلال التوازن أثناء الطيران.. فرأس الطير مثلاً صُمِّمَ ليكون بوزن خفيف حتى لا
ينحني الطائر أثناء الطيران.. وبنية الرياش متناسبة مع الديناميكية الهوائية، حيث
تسهم الرياش، وخاصة رياش الذيل والأجنحة بشكل فعال جداً في توازن الطائر..
***
أما الأستاذ
الرابع الذي اهتديت به لبعض مظاهر التوازن في الكون، فقد كان أستاذ العلوم، وقد
ضرب لنا أمثلة كثيرة عن ذلك أبدعها الله في جسم الإنسان، قال لنا، وهو متفاعل
تفاعلا شديدا مع درسه[1]: إذا جئنا إلى تشريح الإنسان نفسه فسوف نرى
المعجز والملغز من أمر هذا التوازن الدقيق المحسوب.. فكل عنصر له في الدم نسبة
ومقدار.. الصوديوم.. البوتاسيوم.. الكالسيوم.. السكر.. الكوليسترول.. البولينا..
وأي اختلال في هذه النسب ولو بمقادير ضئيلة يكون معناه المرض.. فإذا تفاقم
الاختلال فهو العجز والموت.. والجسم مسلح بوسائل آلية تعمل في تلقائية على حفظ هذا
التوازن طوال الحياة.
بل إن قلوية
الدم لها ضوابط لحفظها.. وحموضة البول لها ضوابط لحفظها.. ودرجة الحرارة المكيفة
دائماً عند 37 مئوية من ورائها عمليات فسيولوجية وكيميائية ثابتة متزنة عن هذا
المستوى.. وكذلك ضغط الدم.. وتوتر العضلات.. ونبض القلب.. ونظام الامتصاص
والإخراج.. ونظام الاحتراق الكيميائي في فرن الكبد.. ثم الاتزان العصبي بين عوامل
التهدئة والإثارة.
ثم عملية
التنظيم التي تقوم بها الهرمونات والإنزيمات بين التعجيل والإبطاء للعمليات
الكيميائية والحيوية.