اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 246
قال: فاعبروا
منه إلى الكون جميعا.. فهل ترون الذي صمم هذه الغدة، وأعطاها هذه الوظائف التي لم
ننتبه لها، فرميناها بالعبثية، يسلك سلوكا عبثيا مع سائر الكون.
سكتنا، فقال: لا
يكفي أن تحفظوا العلوم، بل لا بد أن تفكروا وتتدبروا فيما وراء الظواهر من حقائق..
فما وراءها أعظم منها بكثير.
قال لنا ذلك، ثم
ترك الحرية لنا في التفكير، ولم يفسر لنا شيئا.. ولكن كلامه مع ذلك بقي يحرك عقلي
إلى أن هداني الله للإيمان.
***
أذكر في ذلك
الحين أني ذهبت في فصل الشتاء إلى بعض المناطق الريفية الممتلئة بالبساتين
والحقول، وهناك أصابني زكام شديد، فجيء لي بالكثير من الحمضيات، فأكلتها وشربت
عصيرها، فتحسنت كثيرا.
وقد سألت حينها
الذي جاءني بها، وقد رأيته في كل حين يذكر الله، ويثني عليه، عن سر إيمانه، فقال
لي: هذه الفواكه هي سر إيماني..
قلت: كيف ذلك؟
قال: لقد رأيت
أنها دون أكثر الفواكه تنبت في فصل الشتاء، وكأنها جهزت خصيصا لهذا الفصل ومواجهة
الأمراض المرتبطة به.. لقد رأيت أن في البرتقال مركبات غذائية، وفيتامينات واقية، وأبرزها
فيتامين (ج)، الذي يقاوم ضعف البنية.. ويقاوم إدماء الجلد.. ويقاوم تحلل المادة
الكلسية في العظام.. ويقاوم ارتباك الهضم.. ويقاوم فقد الشهية.. ويقاوم الالتهابات.
***
بعد أن فارقت
هذا الرجل، وما تركه في من آثار.. ذهبت إلى الصحراء.. وهناك وبسبب ما رأيت من مآس
وآلام كدت أفقد تلك البذور التي بذرت في عقلي من الإيمان..
اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 246