responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 247

لكن الله تداركني بلطفه.. وكانت تلك الصحراء مع المآسي والآلات التي تحملها سببا في تقوية إيماني، بل في تخلصي التام من كل مظاهر الوثنية الإلحادية.

وقد كان سبب ذلك رجل مؤمن غاية الإيمان، رآني ضيق النفس بسبب الحشرات والبعوض وغيرها، حتى قلت: ما فائدة هذه الحشرات.. ولم وجدت.. إنها شر محض.

فقال لي[1]: لك الحق في أن تضيق نفسك، ولك الحق في أن تتألم.. لكن ليس لك الحق في أن تعتبرها شرا محضا.. فهذه الكائنات التي ضاقت نفسك منها، حتى ما كان منها ساما لها منافع عديدة في توازن البيئة.. فهي تقوم بتطهير الأجواء من التلوث، لأنها تأخذ السموم من الهواء كما تفعل الأشجار التي تأخذ ثاني أكسيد الكربون من الجو وتحوّله إلى أوكسجين.

قلت ساخطا: والأفاعي التي تسبب الخوف والهلع والرعب والتسمم.. ألها فوائد هي الأخرى؟

قال: أجل.. لها فوائد عظيمة للبيئة، فسم الأفاعي يعتبر من الأدوية ذات الفوائد الكبيرة، ويستخدم حاليًا في علاج العديد من الأمراض.. بالإضافة إلى ذلك فإن الأفاعي ذات فائدة في ضبط حالة التوازن في البيئة، فهي تتغذى على الحشرات والأحياء التي لو بقيت وتكاثرت لأثّرت على حياة الإنسان، ومن بين تلك الحيوانات التي تقضي عليها الفئران.

قلت مازحا: والبومة.. أليست نذير شؤم، ولا تستحق سوى القتل؟

قال: لا تقل ذلك.. فالبوم الذي يعيش داخل المدن والقرى، هو من يصطاد الفئران التي تستغل ظلمة الليل لتعيث الفساد والخراب..


[1] انظر مقالا بعنوان: الذّباب إذا غاب.. اختلّ توازنَ البيئة!، موقع فلسطين أون لاين.

اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 247
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست