responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 245

ا تهاجمها، لأنها إن هاجمتها فمعنى ذلك أن الجسم يدمر نفسه، ويتلف بعضه.

أما في المقرر الثاني، فيعرض على هذه الخلايا ما عرفه النوع البشري عبر الأجيال على أنه عنصر ممرض، من خلال مناعات الأم التي تصل إلى المولود من خلال الحليب، ومن خلال التجربة الحية.. ومن خلال هذه المحاضرات تعرف هذه الكريات البيضاء المقاتلة العناصر المعادية التي عليها أن تهاجمها، أو تذيع نبأ وجودها، أو تسهم في إلقاء القبض عليها.

وبعد أن تدرس الغدة الصعترية هذه المقررات على الكريات البيضاء تقوم بامتحانها في بوابات امتحانية خاصة.. وفي نوعين من الامتحان.. في الامتحان الأول يعرض على الكرية البيضاء الممتحنة عنصر صديق، فإن هاجمته أخفقت في الامتحان، ومنعت من مغادرة الغدة الصعترية، وقتلت؛ لأنها إن خرجت إلى الدم هاجمت الجسم الذي شكلها.. وفي الامتحان الثاني يعرض على الكرية البيضاء الممتحنة عنصر عدو ممرض، فإن أخفقت في تمييزه، والرد عليه رسبت في الامتحان، ومنعت من مغادرة الكلية، وقتلت، لأنها إن خرجت إلى الدم غفلت عن العدو، ومكنته من مهاجمة الجسم.

قلنا: ما دام لهذه الغدة كل هذه الخطورة، فلم تضمر بعد ذلك؟

قال: يستمر عمل هذه الكلية الحربية (الغدة الصعترية) من بدء الولادة، وحتى السنة الثالثة، وبعدها تقوم بتوريث علم مراقبة وضبط عمل الكريات البيضاء إلى الكريات البيضاء الناجحة في الامتحان، والتي سميت بعد التخرج الخلايا التائية المثقفة، لتقوم بدورها في نقل هذا العلم على أجيال الكريات البيضاء اللاحقة.

سكت قليلا، ثم قال: أظن أن الغدة الصعترية علمتكم أنه لا يوجد عبث في الكون.. فكل شيء له غاية ووظيفة محددة لا يتجاوزها.. ووجودة مرتبط بتلك الوظيفة.

قلنا: أجل.. فهو درس قيم لنا.

اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 245
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست