responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 244

كنت أدرس الطب، وكنت أتعجب من جسم الإنسان الذي لا يوجد فيه أي شيء زائد أو لا وظيفة له، أو لا قيمة له.. فكل شيء له دوره المحدد المضبوط حتى ما كنا نتوهمه لا قيمة له، ثبتت قيمته العلمية مع الزمن.

من الأمثلة على ذلك ما يطلق عليه [الغدة الصعترية] [1]، وهي غدة تنمو في بداية الولادة، وتضمر بعد سنتين، مما حمل بعض العلماء على أن يعتبروا هذه الغدة لا وظيفة لها، ولا شأن لها في حياة الإنسان إطلاقا.. لكنهم اكتشفوا بعد ذلك، ومن غير قصد، أن هذه الغدة من أخطر الغدد في حياة الإنسان.

سأحكي لكم ما ذكر لنا أستاذنا في ذلك الحين عند حديثه عن هذه الغدة، وكيف كان حديثه البذرة الأولى لشجرة الإيمان في قلبي وعقلي.. لقد قال لنا: لاشك أنكم تعرفون أن جهاز المناعة المكتسب من أخطر الأجهزة في الجسم، وأنه جيش دفاعي عالي المستوى والجاهزية، فيه فرق الاستطلاع، وفرق تصنيع السلاح، وفرق القتال، وفرق الخدمات، وفرقة المغاوير، وغيرها.

قلنا: نعرف ذلك.. وقد شرحته لنا سابقا بتفصيل.

قال: أجل.. وأضيفوا إلى تلك المعلومات ما تقوم به هذه الغدة التي توهمناها في البداية غدة لا قمية لها ولا دور.. وتبين بعد ذلك أن لها دورا مهما جدا، فهي بمثابة مدرسة حربية تدرس الكريات البيضاء التي فرزت للقتال مادتين أساسيتين.. الأولى التعريف بالذات والصديق.. والثانية التعريف بالعدو الممرض.

أما في المقرر الأول، فتعرض على هذه الخلايا مئات الألوف من البروتينات التي تدخل في بناء الجسم البشري، ثم ترمز هذه العناصر الصديقة، وتدرب هذه الخلايا على أل


[1] موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة: محمد راتب النابلسي.

اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 244
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست