responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 208

لأن أرميه في السجن بسبب هذه الدعوى الممتلئة بالحسد.

اجتمع الناس حولنا، عندما سمعوا صراخي، وراحوا يحاولون بكل الوسائل أن يهدئوني، لكني لم أستطع الهدوء، فقد شعرت أن كرامتي قد هدرت، وأن عرضي قد استبيح بتلك الدعوى.. لذلك أمسكت بتلابيب الرجل الذي حدثني، ورحت أطلب منه أن يذكر لي اسم الذي قال له هذا.

لكنه قال لي بهدوء، وأمام جميع الحضور: سأذكره لك.. فدع عنك ثيابي..

تركته، فقال بكل هدوء: إنها امرأة سمعت أن اسمها [صدفة]، وبعضهم يطلق عليها [طبيعة]، ولست أدري كيف تسمى في بلادكم.. لقد أخبرني بعضهم أنها هي التي صممت هذه اللوحات.. وما كان دورك أنت إلا إخراجها ونسبتها إلى نفسك.

لم ألتفت في ذلك الحين من فرط غضبي لما ذكره من أسماء، وما يريد بها.. بل رحت أقول للجمع الحاضر: هل تعرفون هذه المرأة.. أعد لهم ذكر اسمها.. أخبروني أين تسكن.. وسأبلغ الشرطة عنها حالا؟

ضحك الجميع، فتعجبت لضحكهم، وزاد غضبي، لكنهم استطاعوا تهدئتي، وأخبروني بما أراده الرجل، فتنفست الصعداء، وشعرت حينها بأنه قد وجه لي أكبر حجة يمكن أن يوجهها أحد من الناس..

***

طلبت من بعض أصدقائي عندما انتهى المعرض أن يحضره لي، فقال لي، وقد توهم أني أريد به سوءا: لا تغضب، فالرجل لم يقصد أن يؤذيك.. فأنا أعرفه جيدا، فهو فنان مبدع، وهو مثلك تماما يمارس أنواعا مختلفة من الفنون.. لكنه أراد فقط أن يمزح معك.

قلت: لا.. الرجل لا يمزح.. الرجل لم يقل إلا الحق.. لقد قدم لي أعظم هدية.. وأنا أريد حضوره ليكمل لي ما بدأه.. ليخلصني من غفوتي وجهالتي، ويعيد إلي ذاتي وحقيقتي.

اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 208
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست