اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 207
المحال، ان
تختلط معاً.
وهكذا كنت أرى
الوادي الأخضر، والأشجار الباسقة، والصخور، والجبال التي يجلل قممها الثلج.. وأرى
التتابع الفاخر لأمواج المحيط، وتلاطمها على أرض الشاطئ، وتحليق الطيور في الجو.
سواء فوق البحر أو على طول الشاطئ أو في الغابة مع ألوانها المكيفة.
كل ذلك كان
يهزني هزا، وأحاول تقليده في اللوحات التي أرسمها، والموسيقى التي أسجلها، ولكني
لم أكن أوصل إلى المهتمين بفني والمعجبين به سوى مقدارا ضئيلا من ذلك الجمال الذي
حبا الله به الكائنات.
***
وقد كنت مع كل
ذلك الجمال الذي أعيشه في صحبة الكائنات أتألم ألما شديدا للأفكار التي تعشش في
عقلي، والتي ربيت عليها، وغذيت بها، والتي تجعلني أرمي كل ذلك الجمال والإبداع
والتنسيق بالعشوائية والصدفة.. إلى أن جاء ذلك اليوم الذي التقيت فيه الفنان
الحقيقي الذي دلني على ربي، وهداني إليه، وبواسطته حللت بينكم في هذه الروضة
الممتلئة بالبركات.
لقد قال لي، بعد
أن زار معرضا كنت أقمته في البلدة التي يسكن فيها: مرحبا بك ضيفا عندنا.. واسمح لي
أن أذكر لك شيئا سمعته عنك.. ولست أدري مدى صحته.. وأظن على الغالب أنه غير صحيح.
قلت: أنا في
الاستماع، فاذكر ما سمعت، وسأجيبك.
قال: سمعت أن
لوحاتك هذه ليست من تصميمك، وأنك لست المبدع الذي أبدعها، ولا الفنان الذي
أخرجها..
قلت، وقد امتلأت
غيظا: من قال هذا.. من قال هذا فهو حاسد حاقد.. وأنا مستعد
اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 207