اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 175
قال: من هذا
المكان يتحول الطعام إلى سائل من نوع خاص حتى يمتص، وهنا ترتب جوازات السفر حتى
يمكن عبور الغشاء المخاطي، والدخول إلى الزغابة المعوية، وبالتالي إلى الدم
الداخلي حتى يمكن الوصول إلى الكبد، لأن الأوردة التي تنقل محتوى الأغذية المختصة
من الأمعاء تنقل بواسطة الوريد الباب، وهذا يصل أولاً إلى الكبد مركز الجمارك
العام.
قلت: فما الذي
يحصل هناك؟
قال: الكبد عبارة
عن غدة تزن كيلوغرام ونصف، وهي تقوم بما يصل إلى سبعين وظيفة من وظائف الجسم
الهامة، والتي بدونها لا يعيش الجسم أكثر من ساعات محدودة معدودة.. ففي هذا المركز
مستودعات التخزين العظيمة للسكر والبروتين والدسم والماء والدم والفيتامينات..
وهذا التخزين متحرك، وليس بثابت، فالمواد في حركة دائمة وتبدل دائم.. كما أن فيه
تحولات مدهشة، فالسكر عندما يخزن يكثف إلى الغليكوجين، كما ينحل إلى غلوكوز عندما
يراد إطلاقه إلى الدوران، وهذا الاختزان عجيب في تنوعه، فالمستودعات العادية لا
يمكنها أن تخزن الجوامد والسوائل وبقرب بعضها البعض، بينما يقوم الكبد بتخزين
السكر والبروتين والدسم والماء والدم والأملاح والفيتامينات وبشكل محوّر، وقدرة
الكبد في اختزان الدم تجعله احتياطياً محترماً في حالات احتياج البدن للدم، كما
تجعله يتدخل في تنظيم كتلة الدم الجوّالة في الدوران، وبالتالي في ضغط الدم.
وأما عمليات
التكوين فهي أغرب، فمن الكبد يتم تصنيع بروتينات الدم، والأجسام الضديه والعوامل
المتدخلة في تخثر الدم.. وكلها ضرورية للجسم لا يمكن الاستغناء عنها، فمثلاً نجد
من وظائف الكبد تكوين [البورترومبين، والهيبارين].. ومن اتزان هذين العنصرين ينساب
الدم في العروق كأفضل ما يكون، وينقل الغذاء والأكسجين، ويعود حاملاً غاز الفحم
وفضلات الاحتراق، ولو زادت نسبة أحد هذين العنصرين بمقدار طفيف جداً
اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 175