اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 174
الطعام لدخول
الأمعاء الدقيقة حتى يمتص ويرسل إلى مركز الجمارك العام وهو الكبد.
قاطعته، وقلت:
أجبني.. لم تهضم المعدة اللحم وهي لحم، ولكنها لا تهضم نفسها؟
قال: السر في ذلك
يعود إلى المخاط الذي تفرزه ملايين الغدد المستقرة في جدار المعدة، وهو إما أن
يحوي مادة معدلة تحمي المعدة أو تحدث فراشاً داخلياً يغطي جدار المعدة كله من
الداخل.
قلت: لقد وصلنا بالطعام
إلى المعدة، وقامت بهضمه، فما الذي يحصل بعد ذلك؟
قال: بعد أن يصل
الطعام إلى المعي الدقيق تتدفق عليه عصارات قادمة من الكبد والمعثكلة لهضم الطعام
وتحليله الى عناصره الأولية.. وهكذا يتحلل السكر والبروتين والدسم وغيره، ثم تنشأ
عمليات معقدة تشترك فيها عشرات الخمائر من أجل ايجاد الصيغة المناسبة لوضع المواد
حتى يمكن ادخالها من زغابات الأمعاء.. وحينذاك ننظر فنرى بستاناً عجيبا من الزغابات،
وهي تتراقص على طول نفق الامعاء، وكأنها السنبل الأخضر تداعبه النسمات الرخية، ويبلغ
هذا الحقل السحري من الزغابات رقماً عجيباً حيث يوجد في السنتمتر المربع الواحد
ثلاثة آلاف زغابة، مع العلم أن طول هذا النفق يبلغ ثمانية أمتار، ويفرش سطحاً يبلغ
(48) ثمانية وأربعين متراً مربعاً، أي إن عدد الزغابات يصل في المعي الرقيق (1440)
مليون زغابة معوية، ويقع خلفها سطح دموي يبلغ (11) متراً مربعاً ومعه أمتار مربعة
من اللنف، لأن العرق اللنفاوي هو الذي ينقل الدسم بشكل رئيسي، وكل زغابة معوية
عالم بذاته فهي مؤلفة من شريان ووريد دموي وعرق لنفاوي، كما يوجد على سطحها
الخارجي المطل على لمعة المعي طبق من العصيات الصغيرة المترابطة التي تقدر بـ
(3000) في كل خلية أي يبلغ عددها في (الملم 2 الواحد ) الملمتر المربع الواحد
(200) مليون فكم ستبلغ في سطح الامعاء كلها؟!
قلت: فما الذي
يحصل بعد ذلك؟
اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 174