اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 173
الداخلة الى
الفم فيما إذا كانت ضارة أو حارة أو باردة، كما تقوم بجرف الخلايا المتوسفة وبقايا
الأغذية والجراثيم.. وهكذا تفعل هذه الغدد كما تفعل أمانة البلدية في تنظيف هذه
الأماكن وتطهيرها، كما تعتبر مشعراً في العطش فعندما تنقص السوائل في البدن يشعر
الإنسان بجفاف حلقه فيشرب الماء.
التفت إلي،
وقال: ألا ترى كيف اجتمعت كل هذه الوظائف في هذا اللعاب العجيب، فهو المنظف،
والمطهر، والمعدل، والمرطب، والمزلق، والملين، والحامي، والمبلل، والمذوق،
والمحلل، والمشعر، وجرس الانذار في الفم.. إنها عشرات
الوظائف في سائل واحد في الفم ناهيك عن المواد المتعددة الداخلة في تركيبه من
الماء والمعادن والأملاح والقلويات والخمائر.
سكت قليلا، ثم
قال: هل تعرف دور المعدة في الطعام؟
قلت: ذلك مما
يشترك الجميع في معرفته.
قال: بل ذلك مما
يشترك الجميع في الجهل به.. فهم يتصورون عملية الهضم عملية سهلة بسيطة، بينهما هي
من أعقد العمليات التي لا تستطيع مصانعنا مهما تطورت أن تقلدها.
قلت: كيف ذلك؟
قال: سأبدأ لك
من الأول.. عندما يصل الطعام إلى المعدة ينفتح الفؤاد على مصراعيه لدخول اللقمة
الطعامية، وتتسارع غدد المعدة لفرش المكان لاستقبال الضيف، وينهمر المخاط المزلق،
والحمض والخمائر، ومواد أخرى ليبدأ التفاعل التاريخي لهضم الطعام.. فجدار المعدة
مفروش بخمسة وثلاثين مليون غدة، فيها أربعة أنواع من الخلايا، وتفرز هذه الخلايا
مواد متباينة منها خميرة المعدة المسماة بالببسين، وحمض كلور الماء، والمخاط،
وهكذا يتهيأ ربط المعدة بالحمض، كما يتسارع تفاعل هضم الطعام، ويزداد تحلله..
وهكذا ينقلب إلى ما يسمى بالكيلوس بعد أن تعمل به خمائر الهضم الموجودة في المعدة،
ويتهيأ
اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 173