اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 172
بعد ذلك في كتاب
خاص سماه [الطب محراب للإيمان] هذا الحوار، وهو يوضح بدقة البرهان الذي ذكرته لكم
[برهان التيسير] بإعطاء نموذج عنه، وهو تيسير حصول الإنسان على غذائه من الطبيعة..
لأن التوفير وحده لا يكفي ما لم يكن هناك تيسير.
قال لي، وهو
يحاورني: ألم تتساءل كيف يستطيع الإنسان أن يتغذى بكل هذه الأنواع، من الأطعمة، من
الماء الى الخبز الى اللحم إلى الفاكهة الى الخضراوات.. وكيف تهضم أمعاؤه كل هذه
الأصناف المتباينة من الأغذية؟.. كيف تهضم المشوي والمقلي والمسلوق؟.. وكيف تهضم
المطبوخ والنيء؟.. وكيف تتقبل وبنفس الوقت المالح والحامض والحلو والمر؟.. ثم كيف
تتحول هذه الأغذية الى طاقة تحرك البدن، ومواد ترميم، وخامات تصنيع جديدة؟
قلت: بلى.. لقد
تساءلت كثيرا عن ذلك..
قاطعني، وهو
يقول، وكأنه لم يسمعني: لننظر في الأسنان والشفاه والفم، وكيف ركب بشكل مدهش لتقبل
الطعام.. فالأسنان منها القواطع والثنايا الأمامية لتقطيع الطعام، ومنها الأنياب
لتمزيق اللحم والأشياء القاسية، والأضراس في كل جانب لطحن وجرش المأكولات، بحيث أن
اللقمة تنقلب إلى عجينة عندما تصل إلى المري والمعدة.
التفت إلي،
وقال: وهل تعرف دور الغدد اللعابية في هذه العملية؟
قلت: لا.. فما
دورها؟
قال: هذه الغدد
تفرز المصل والمخاط والخمائر الخاصة بهضم النشويات، وتبلل الطعام، وتبلل الحلق
ويصل إفرازها اليومي إلى قرابة اللتر، والخميرة التي تهضم النشا يبقى تأثيرها حتى
الساعة والنصف.. ولولاها لتأخر امتصاص النشويات، كما تذيب مفرزات الغدد المواد
فنشعر بطعمها، وهكذا نشعر بطعم المواد ومذاقها، كما تشترك في تزليق المواد الصلبة
فيسهل بلعها، وفي تليين الغذاء فيسهل مضغه، كما تقوم هذه المفرزات بتعديل المواد
اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 172