اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 171
قال: هو المقبرة
الموحشة للكريات الحمر، لأن الكرية لا تعيش أكثر من شهرين وسطياً حيث تنقل إلى
الطحال وتواري مثواها الأخير..
قلت: والنخاع
الموجود في باطن العظام وأماكن أخرى متناثرة في الجسم؟
قال: هو أشبه
ما يكون بوزارة الصناعة لأنه يصنع الكريات الحمر والبيض والصفيحات، وعناصر أخرى
كثيرة.
قلت: والجهاز
البولي؟
قال: هو أشبه
بوزارة الداخلية، لأنه يطرح العناصر غير المرغوب فيها خارج الحدود، ويحافظ على
نظام البدن الداخلي حتى يتزن ولا يتقلب، كما ينظم السوائل الداخلة والخارجة حتى لا
يحصل العبث بالنظام الداخلي، ولذا فهو مصفاة البدن الكبيرة والمحافظة على الاتزان
الداخلي.
قلت: والحواس؟
قال: هي
امتدادات وزارة الخارجية.. أي الجلد.
قلت: واللسان
وأعضاء التصويت؟
قال: هي وزارة
الإعلام التي تذيع الأخبار وتبث الأحاديث، وتنقل الأفكار والمفاهيم، والإذاعة هي
مراكز التصويت المتجمعة في الحبال الصوتية والحنجرة وغضاريفها، واللسان وعضلاته،
والجمجمة وحفرها، والشفة ومقدم الفم.
***
لقد كان حوارنا
هذا مقدمة لحوارات كثيرة جعلتنا نخرج من عالم الإنسان المحدود إلى عالم الوجود
اللا محدود.. لقد جعلنا هذا نتساءل عن سر ذلك التيسير الذي توفر لكل شيء حتى يعيش
حياته بأحسن ما يرام، من غير تكلف ولا عنت إلا العنت الذي يجلبه لنفسه.
من تلك الحوارات
التي جمعتني مع صديقي الطبيب [خالص جلبي]، والتي جمعها
اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 171