اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 166
كل حيوان على
وجه الأرض. وفي الوقت نفسه، يلفظ النبات الأوكسجين الذي نتنسمه، والذي بدونه تنتهي
الحياة بعد خمس دقائق.
وهكذا نجد أن
جميع النباتات، والغابات والأعشاب، وكل قطعة من الطحلب، وكل ما يتعلق بحياة الزرع،
تبني تكوينها من الكربون والماء على الأخص.. والحيوانات تلفظ ثاني اوكسيد الكربون،
بينما تلفظ النباتات الأوكسيجين، ولو كانت هذه المقايضة غير قائمة، فإن الحياة
الحيوانية أو النباتية كانت تستنفد في النهاية كل الأوكسجين أو كل ثاني اوكسيد
الكربون، تقريباً، ومتى انقلب التوازن تماماً ذوي النبات أو مات الانسان، فيلحق به
الآخر وشيكا.
وقد اكتشف
أخيراً أن وجود ثاني اوكسيد الكربون بمقادير صغيرة، هو أيضاً ضروري لمعظم حياة
الحيوان، كما اكتشف أن النباتات تستخدم بعض الاوكسيجين.
وقال لي، وهو
يشير إلى غاز آخر: ويجب أن يضاف الهيدروجين أيضا، وإن كنا لا نتنسمه، فبدون الهيدروجين
لا يمكن وجود الماء.. فالأوكسجين والهيدروجين وثاني اوكسيد الكربون والكربون..
سواء أكانت منعزلة أم على علاقاتها المختلفة بعضها مع بعض هي العناصر الرئيسية
لتكون الحياة.. وهي عين الأساس الذي تقوم عليه الحياة..
قلت: أليس من
الغريب أن تجتمع جميع هذه الغازات الضرورية في محل واحد، وبنسب مضبوطة مع الحياة..
وأن تتوفر في نفس الوقت لجميع الكائنات الحية من دون بذل أي جهد في تحصيلها؟
قال: بلى.. إنه
غريب جدا، فالاحتمالات المرتبطة بذلك لا تعد ولا تحصى.. والقول بأن كل ذلك جاء
مصادفة من غير يد خارجية صممته مستحيل من الناحية العقلية استحالة تامة.. بل إنه قول
يتحدى جميع العلوم الرياضية.
قلت، وأنا
أبتسم: ولكن مع ذلك.. هناك غاز قد يشير إلى احتمالية ذلك.. فهو غاز
اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 166