responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 165

الأساسي الذي لا يستغني عنه الإنسان.. بل لا تستغني عنه الحياة.. وقال لي[1]: إن الأوكسجين هو نسمة الحياة لكل الحيوانات التي فوق الأرض، ولا يمكن الحصول عليه لهذا الغرض إلا من الهواء.. وهذا يدعونا إلى التساؤل عن سبب كون هذا العنصر ذي النشاط البالغ من الوجهة الكيموية، قد أفلت من الاتحاد مع غيره من العناصر، وترك في الجو بنفس النسبة تقريبا اللازمة لجميع الكائنات الحية؟

فلو كان الأوكسجين بنسبة 50 بالمائة مثلا أو أكثر من الهواء بدلا من 21 بالمائة، فإن جميع المواد القابلة للاحتراق في العالم تصبح عرضة للاشتعال لدرجة أن أول شرارة من البرق تصيب شجرة لابد أن تلهب الغابة حتى لتكاد تنفجر.

ولو أن نسبة الأوكسجين في الهواء قد هبطت إلى 10 بالمائة أو أقل، فإن الحياة ربما طابقت نفسها عليها في خلال الدهور، ولكن في هذه الحالة كان القليل من عناصر المدنية التي ألفها الإنسان – كالنار مثلا – تتوافر له.. واذا امتص الأوكسجين الطليق، ذلك الجزء الواحد من عدة ملايين من مادة الأرض، فن كل حياة حيوانية تنقرض على الفور.

وقال لي، وهو يشير إلى غاز آخر: إن ثاني أوكسيد الكربون، من الغازات الضرورية التي تعتمد عليها الحياة، وهو يعلق بالأرض، ولا يتم فصله إلى أوكسيجين وكربون إلا بصعوبة كبيرة.. وعليه تعتمد حياة كل نبات.. فأوراق الشجر هي بمثابة رئات، ولها القدرة في ضوء الشمس على تجزئة ثاني اوكسيد الكربون العنيد إلى كربون واوكسيجين.

وبتعبير آخر: يلفظ الأوكسجين ويحتفظ بالكربون متحداً مع هيدروجين الماء الذي يستمده النبات من جذوره. وبكيمياء سحرية، يصنع من هذه العناصر سكرا أو سيلولوزا ومواد كيموية أخرى عديدة وفواكه وأزهاراً.. ويغذي النبات نفسه، وينتج فائضا يكفي لتغذية


[1] المعلومات التي سنوردها هنا ملخصة بتصرف كبير من كتاب [العلم يدعو للإيمان]، كريسى موريسون، وهو من أهم الكتب التي ألفت في هذا المجال.

اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين    الجزء : 1  صفحة : 165
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست