اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 167
موجود في
الطبيعة بشكل كثيف وكثير من غير أن تكون هناك أي دواع لوجوده.. وبذلك قد يكون
مبررا للقائلين بالعبثية والصدفة.
ابتسم، وقال: لا
أشك أنك تقصد النتروجين؟
قلت: أجل.. ألست
تراه لا أهمية له ولا ضرورة، لا للنبات، ولا للحيوان، ولا للإنسان؟
قال: لا تقل هذا
أبدا.. فأنت تخطئ في حقه، وفي حق المصمم العظيم الذي صممه، فهذا الغاز لا يقل
أهمية عن كل الغازات التي ذكرتها، ونسبته مضبوطة بدقة مثل سائر الغازات.. فهو يعمل
كمخفف للأوكسيجين، ويخفضه إلى النسبة التي تلائم الإنسان والحيوان.. وهو يتوافر بقدر
حاجتنا بالضبط، لا يزيد عنها ولا ينقص.
بالإضافة إلى
ذلك، فإن النتروجين لو توافر بمقادير أكثر أو أقل مما هو عليه، لما أمكن أن تكون
الحياة بهذا الشكل، ذلك أن هناك سلسلة من المواد الكيموية التي يجد النتروجين جزءا
منها، والتي يمكن أن يقال عنها بصفة عامة أنها نتروجين مركب.. أي النتروجين الذي
يمكن ان تتلقاه النباتات، أو النتروجين الذي يتكون منه العنصر النتروجيني في
أغذيتنا التي بدونها يموت الإنسان جوعا.. وبدون النتروجين، في شكل ما، لا يمكن أن
ينمو أي نبات من النباتات الغذائية.
***
وهكذا بقيت مع
صديقي [كريسى موريسون] ننتقل من
عنصر إلى عنصر، ومن مادة إلى مادة، وقد وجدنا أن الله تعالى بحكمته ورحمته ورعايته
ولطفه بعباده وفر لهم كل ما يحتاجونه، وبدقة عالية لا يمكن تصورها.
لقد جعلنا ذلك نشهد أن لهذا الكون مصمما وخالقا وبارئا،
وأنه من الخرافة والجهل عدم اعتبار ذلك.. وقد طرح علي صديقي موريسون حينها أن
نشترك في كتابة كتاب يلخص
اسم الکتاب : الهاربون من جحيم الإلحاد المؤلف : أبو لحية، نور الدين الجزء : 1 صفحة : 167